شهد عام 2011 تراجعًا كبيرًا في حركة الدراما المصريَّة تأثرًا بالثَّورة المصريَّة، الَّتي أدَّتإلى عدم استقرار السوق الفنِّيَّة وتراجع أعداد الأعمال الدراميَّة الَّتي يتمُّ تقديمها في رمضان، بينما شهد سوق الكاسيت ركودًا استمر لأكثر من 6أشهر ولم تطرح فيه الألبومات إلَّا على استحياء.


القاهرة: على الرغم من التوقع بازدهار الدراما خلال عام 2011 مع تحسن الأوضاع الاقتصادية وارتفاع اجور الفنانين لتصل الى ارقام فلكية، إلا أن ثورة 25 يناير أدت الى تغيير كامل في خريطة الدراما سواء على صعيد الأجور التي يتقاضها النجوم او على مستوى عدد الأعمال الدرامية المقدمة، حيث شهد العام تراجعًا كبيرًا في أعداد المسلسلات التي تم تقديمها حيث لم يتم تقديم سوى اقل من 25 مسلسلاً، ما بين مسلسلات طويلة 30 حلقة واخرى 15 حلقة ومسلسلات السيت كوم، وهو ما يمثل ثلث ما تم انتاجه تقريبًا خلال العام الماضي.

وشهدت خريطة الأعمال الدرامية ارتباكًا شديدًا منذ بداية العام، فبعدما كان الفنانين يختارون من بين عدة أعمال للمفاضلة بينهم توقفت عجلة الانتاج لعدة اسابيع تحديدًا من يوم 25 يناير بما فيها الأعمال التي كان قد بدأ تصويرها بالفعل ومن بينها مسلسلات الهام شاهين ونور الشريف التي كانت قد بدأت بالفعل.

توقفت الأعمال وارتبكت الخريطة ولم يعد هناك عملاً مؤكد الشروع في تصويره باستثناء اسرة مسلسل quot;دوران شبراquot; التي واصلت التصوير خلال مواعيد حظر التجوال المفروض في الشوارع، ولم تبدأ اي اعمال درامية في التصوير إلا خلال شهر ابريل حيث بدأت ملامح الخريطة الرمضانية في الاتضاح مع قرار شركات الإنتاج تخفيض اجور الفنانين الى أكثر من النصف، وتنازلوا عن الملايين التي كان يتقاضوها، وعلى سبيل المثال وافقت شركة كينغ توت على استكمال تصوير مسلسل quot;سمارهquot; بعد تخفيض بطلته غادة عبد الرازق أجرها من 11 مليون الى خمسه مليون فحسب، بينما قررت تأجيل باقي أعمالها الدرامية للعام الجديد وذلك حتى تتضح ملامح السوق.

أدى الارتباك الذي شهدته الخريطة الدرامية في تأخير بدء تصوير المسلسلات مما أدى الي وجود عدة ظواهر درامية برزت خلال العام الحالي، ابرزها اشتراك اثنين من المخرجين في تصوير مسلسل واحد من أجل اللحاق بموعد العرض الرمضاني وهو ما حدث في مسلسل المواطن إكس، بينما ظهرت فكرة استمرار تصوير المسلسل يوم بيوم وتسليم الحلقات قبل موعد إذاعتها بدقائق، كما حدث مع مسلسل وادي الملوك الذي استمر التصوير فيه حتى اول ايام العيد، ومسلسل خاتم سليمان الذي لم يستطيع فريق عمله ان ينهي تصوير كافة المشاهد في موعدها بسبب الازمات المالية التي هددته توقفه، وأدى الاستغناء عن عدد كبير من المشاهد إلى الاخلال بالبناء الدرامي للحلقة الاخيرة، كما اذيعت اول مرة من دون مكساج، كذلك توقف عرض مسلسل السيت كوم quot;شبرا تي فيquot; الذي توقف عرضه بعد 9 حلقات فحسب بسبب عدم اكتمال التصوير وهروب منتجه خارج مصر وهو العمل الذي تم البدء في تصويره قبل رمضان بثلاثة أسابيع فقط.

من الظواهر الايجابية التي رسختها الدراما الرمضانية في 2011 هي البطولة الجماعية للشباب والتي ظهرت على استحياء في السنوات الماضية، لكنها حققت هذا العام نجاحًا ملحوظًا، كما حدث مع مسلسلي quot;المواطن إكسquot; وquot;دوران شبراquot; الذي قدمه عدد من الفنانين الشباب، كذلك اختفاء ظاهرة النجم الأوحد من الأعمال.

أما على الصعيد الغنائي، فكان عام 2011 اكثر الاعوام انتكاسة في مجال سوق الكاسيت، ليس فقط بسبب قلة عدد الالبومات المطروحة مقارنة بالعام الماضي بسبب الاسباب السياسية ولكن انشغال الجمهور عن متابعة الاغاني الجديدة، فباستثناء امال ماهر وبهاء سلطان لم تحقق البومات الكاسيت اي تأثير في السوق بما فيها عمرو دياب وتامر حسني، بينما شهد العام عودة الفنانة الشابة ياسمين نيازي بالبوم حبك عامل سيطرة، وعودة الفنان صابر الرباعي بالبوم صابر 2011 بعد غياب نحو 3 سنوات.

وشهد سوق الكاسيت ركود تام لمدة 6 شهور تقريبًا وهي الشهور الاولى من العام، حتى طرحت شركة مزيكا البوم الفنان الشاب تامر حسني quot;اللي جاي احليquot;، وفشل في انعاش السوق لكن المفاجاءة كانت في تحقيق البوم الفنان الشاب حاتم فهمي quot;لسه بإيديهquot; مبيعات تجاوزت 130 الف نسخة، بينما كانت الانتعاشة الكبرى للسوق بصدور البوم امال ماهر، وبهاء سلطان في شهر اغسطس، كما حقق البوم محمد قماح نجم ستار اكاديمي quot;نقلة في حياتيquot; مبيعات جيدة، كذلك الالبوم الاول للفنان حمزه نمر quot;إنسانquot; على الرغم من ضعف الدعايا التي صاحبته، بينما لم يحقق البوم quot;اللي ضاع من عمريquot; الذي طرحته الفنانة ورده اي نجاح يذكر.