رأت الفنانة السوريَّة، إيمان خضور، أنَّ الدراما المصريَّة بدأت تتدارك الأخطاء الناجمة ممّا يسمّى بالنجم الأوحد، لافتةً إلى أنَّ quot;المواطن إكسquot; يصنَّف ضمن الأعمال العالميَّة.


دمشق: أشارت الفنانة السورية، إيمان خضور، إلى أنها تفاجأت بالعمل المصري quot;المواطن إكسquot;، ووصفته بأنه من أهم الأعمال العربية في العام الماضي،لافتة إلى أن الدراما المصرية بدأت تتدارك أخطائها الناجمة ممّا يسمّى بمسلسلات النجم الأوحد.

ورأت أن quot;المواطن إكسquot; يصنف ضمن الأعمال العالمية من حيث دقة الصورة السينمائية المستخدمة، إضافةإلىعدسة المخرج، التي ساعدت على التقاط كل الجماليات الممكنة، ووضعها ضمن الصورة المقدمة للمشاهد، سواء من خلال أماكن التصوير أو الملابس أو الإكسسوارات. وأشادت بمعظم نجوم العمل، الذين يعتبرون من الممثلين الجدد، والذين استطاعوا إبراز مواهبهم من خلال المساحات التي أعطيت لهم.

وقالت الفنانة إيمان خضور لـquot;إيلافquot; إن الدراما السورية استطاعت في رمضان الأخير أن تجتاز امتحان التنوع في الموضوعات المطروحة، ومن أبرز ميزاتها هذا العام أنها قدمت ألوان الطيف، ولم تتقوقع ضمن منحى معين أو موضة مهيمنة دون أخرى، ما فتح المجال واسعاً أمام الجمهور لينتقي ما يُشاهد.

معتبرةً أنها أحست بشكل ملحوظ بتفاعل الجمهور السوري مع الدراما في الموسم الماضي، معللة السبب بأن الجمهور وجد ضالته في نسيان الهمّ العام، الذي يعيشه المواطن السوري منذ بدء الأحداث، فكان خلاصه في الدراما، لذا كانت الدراما مشاهدة. أما بالنسبة إلى الجمهور العربي فإن الأزمة قد أثرت على تسويق الأعمال السورية.

وأضافت خضور إنها ليست متفائلة بمستقبل الدراما السورية، إن لم يتدارك القائمون عليها الكثير من الأخطاء، التي جعلت الدراما السورية متدنية بعض الشيء عن السنوات التي سبقت، بدليل وجود مسلسل مثل quot;صايعين ضايعينquot;، الذي لا يمسّ إلى أي نوع من الأعمال الدرامية بصلة على حد تعبيرها.

واعتبرت خضور أن اللوم يقع دوماً على الإنتاج السيء، الذي لا يهمّه سوى التوفير بغرض الربح، مما عرَّض الدراما إلى الوقوع في أكثر من مطبّ في السنوات الماضية، منتقدةً قسمًا من الممثلين، الذين يلحقون بموضة هذا النوع من المنتجين.

ورفضت الفنانة خضور ما يسمّى بالمقارنة بين الدراما السورية والمصرية، معتبرةً بأن لكل بيئة خصوصيتها، وأن كل دراما تحاكي واقعًا مختلفًا، لافتةً إلى وجود بعض الأعمال السورية المهمّة، مثل quot;جلسات نسائيةquot;. وقالت إنها كانت معجبة بالعمل وغارت من نجومه لكونه طرح مجموعة من القضايا الاجتماعية المهمة والحساسة، وخصوصًا هموم المرأة في المجتمع، بدءًا من العلاقات الأسرية، في ظل تسارع إيقاع الحياة، والتي قد تتجلى بتضامن أسري واجتماعي، أو قد تصل إلى مشكلة الطلاق.

على الصعيد الفني، تعتبر الفنانة إيمان خضور نفسها محظوظة سينمائياً، وعلى الرغم من قلة الإنتاج السينمائي السوري، ولكونها من الوجوه الشابة، فإنها تشارك للمرة الثالثة في السينما عبر فيلم quot;صديقي الأخيرquot;، وذلك بعد تجربتي quot;مرة أخرىquot; وquot;حراس الصمتquot;.

وأفادت خضور بأنها تجسّد في فيلم quot;صديقي الأخيرquot; مع المخرج جود سعيد دور quot;رناquot;، وتكون زوجة أحد المسؤولين، الذي يجسده الفنان فادي صبيح، وتساعده في حملته الانتخابية، ليستولي على أصوات الحارة الشعبية، وهي زوجة أرسقراطية من المجتمع المخملي.

وأفادت بأن الجمهور سيلاحظ الشخصية بأنها متمردة حكماً على واقع الأغنياء وبيئتهم، معتبرةً أنه ليست كل اهتمامات سيدات المجتمع الارستقراطي محصورة في الشعر والماكياج والتسوق والسهرات.

وأبدت الفنانة إيمان عن رضاها بما قدمته في الموسم الماضي في quot;بقعة ضوءquot; مع عامر فهد، وquot;دليلة والزيبقquot; مع المخرج سمير حسين، خصوصًا وأن مساحة الدور كانت كفيلة للعب عليها، وتحقيق جزء من طموحها الفني، منوهةً إلى أن الوجوه الجديدة بدأت تأخذ حقها كاملاً في الدراما السورية خصوصًا في الأعوام الأخيرة.

وعن دخولها إلى الوسط الفني، على الرغم من تخرجها من علم الاجتماع، قالت الفنانة إيمان إن تعلقها بالطموح الفني جعلها تدرس الفن من خلال أكاديمية quot;آرت سكولquot;، وهي مدرسة تعلم التمثيل، ومعظم مدرسيها هم من معلمي المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، الذين أسسوه كي يكون معهدًا رديفًا لكل من لم تسمح له ظروفه بالالتحاق بمعهد التمثيل.

معتبرةً أن الدراسة لمدة أربع سنوات كانت كافية لتعلم كل أدوات التمثيل، ولفتت إلى ضرورة وجود مثل هذه المعاهد في البلاد، لتحقيق التنافس بين الطلاب، ورفد الدراما بأكبر عدد من الفنانين والفنيين والموسيقيين وكتاب النصوص.

وأشارت خضور إلى أنها تفضل الأدوار الكوميدية لكونها تعتمد على الارتجال، وتفسح أمام الممثل المساحة والحرية الكافية للوصول إلى قلب المشاهد، وذلك من خلال عدم الالتزام بالنص بشكل حرفي، داعيةً كتاب النصوص الكوميدية إلى الإكثار من الأدوار الكوميدية لشخصيات نسائية، وعدم اقتصارها على الشباب.

كما اعتبرت خضور أنها تجد الكثير من المتعة عند عرض الشخصيات المعقدة والمركبة في دراما التراجيديا، وأنها لا تفكر في الوقت الحالي في أداء أي من السير الذاتية، خصوصًا الشخصيات المهمة والمعاصرة، لكونها تتبع ذاكرة الجمهور.

واختتمت الفنانة إيمان خضور حديثها لـquot;إيلافquot; بالترحّم على كل من استشهد وقتل من أبناء سوريا في الأحداث الأخيرة، المدنيين منهم والعسكريين، مبديةً تأسفها لعدم وجودهم في الحياة الآن.

وعن دور الفنانين أثناء الأزمة، اعتبرت خضور أن درجة الضوء كبيرة على عاتق الفنان، ويجب أن يأخذ حريته الكافية للتعبير عن رأيه، سواء كان مع أو ضد أي من طرفي الصراع، ولا تجوز محاسبته من قبل الشارع، لمجرد أنهم لم يتقبلوا رأيه، معبّرةً عن تضامنها مع الفنان فارس الحلو لمجرد أنه قال رأيه بشكل صريح مع احترامها لوجهات نظر باقي زملائها، مشيرةً إلى أن أهم مشكلة يتعرّض لها الفنان هو عدم قدرته على الإدلاء برأيه، لأن هناك في الشارع من يتقبل الرأي ومن لا يتقبله.