عزا المخرج العراقي، عزام صالح، سبب عدمانخراطه في أي مسلسل جديد الى المنتجين المنفذين والفضائيات، الذين بدأوا يستعينون بمن يقبلون بأي مبلغ يعرض عليهم، وبمساعدي المخرجين الذين ليست لديهم تجارب إخراجية جيدة، وهو ما يعني وجود عملية استسهال بإنتاج الاعمال الدرامية.


بغداد: أكد المخرج العراقي، عزام صالح،أن الدراما العراقية ما زالت بعيدة عن تقديم المسلسلات الملتزمة التي تحمل قضايا فكرية وفنية ناضجة، مشيرًا الى ان المسلسلات التي صورت في سوريا ليس فيها مسلسل واحد ناضج.

ما اللافت في الساحة الفنية بعد عودة الفنانين العراقيين الى بغداد من سوريا؟
الممثلون وحدهم هم الذين عادوا وبعض المخرجين لأن الدراما العراقية اعتمدت خلال عملها في سوريا على مخرجين وفنيين سوريين، واللافت الان بعد العودة من سوريا هو أن عددًا من الفضائيات العراقية بدأت تقلل من أجور الممثل والفني والمخرج ايضًا، وهناك قنوات اتت بمخرجين سوريين الى عمل يجب ان يخرجه عراقي لانه يمثل جزءًا من تاريخ العراق، أبسط العادات والتقاليد والثقافة التي يشتغلها العمل هذا يعرفها العراقي مثلما يعرف الاماكن وكل التفصيلات الحياتية، هناك قسم بدأ بالتعامل مع مخرجين جدد ليسوا من أصحاب التجربة او لديهم تجارب سابقة فاشلة، فيعطيه المبلغ الذي تقرر القناة فيشتغل بما لديه ولا تهمه نوعية المسلسل.

هل تقصد ان المسلسلات المميزة غير موجودة؟ ولماذا؟
ليس بين القنوات قناة تنتج عملاً ملتزمًا ووطنيًا، ولا اقصد بالوطني فيه بطولات او يتناول قضية وطنية معينة، بل عمل فيه دراما اجتماعية او رومانسية او كوميدية ولكن بشكل وطني ملتزم، يقدم شيئًا فيه قضية فكرية وفنية ناضجة، هذا لا يوجد لأن اصحاب الفضائيات والمنتجين المنفذين الذين يريدون أن يربحوا يستسهلون العملية الفنية، فليس هناك فضائية عراقية لم تعط أعمالها الدرامية لمنتجين منفذين.

ولكن المنتج المنفذ يربح في كل الاحوال؟
المنتج المنفذ يريد ان يربح ثلثي الميزانية المخصصة للعمل ويشتغل بالثلث الاخر، حتى تبقى ديمومته وتبقى الفضائيات تتطلع اليه بعيونها لانه سيعطي حصصًا من الثلثين الى الذي يوقع معه على عقد الانتاج، اي للشخص الذي ينوب عن الفضائية، وهذا الامر موجود منذ ان تأسست الفضائيات وبدأت تنتج اعمالاً درامية، اي ان شخصا ينوب عن القناة يأخذ حصة من ميزانية الانتاج، لهذا ترى التردي في اعمالنا الدرامية التي اسهم المنتج المنفذ في خرابها.

وهل هذا سبب تدني أجور الممثلين وشكواهم المستمرة؟
بالتأكيد اجور الممثلين ازاء ما يحصل تقل كثيرًا، واذكر لك ان هناك ممثلين اشتغلوا معي بمبلغ 70 دولارًا للحلقة الواحدة وهناك غيرهم اشتغل بأقل من 100 دولار، فضلاً عن ان المنتج المنفذ لا يوفر للمخرج كل ما يحتاجه من اجل ان يختصر النفقات ويربح، فنحن ليس لدينا منتج مهني فني عالٍ مثل المنتجين المصريين مثلاً والذين يقدمون كل شيء للعمل وهو هنا يفكر في انه سيعمل في مكان آخر أو في دولة اخرى، لذلك نحن أعمالنا لا تعرض الا على شاشاتنا العراقية، لا في الخليج ولا في المغرب العربي ولا في اي دولة عربية، لذلك تبقى اعمالنا هابطة المستوى فنيًا وفكريًا بسبب الانتاج الذي يوقعه من ينوب عن القناة الفضائية والمنتج المنفذ الذي يحب الربح اكثر مما ينبغي .

واين المخرجون من كل هذا؟
ليس لديهم اعتراض، فهم يريدون أن يعملوا لتغطية متطلبات المعيشة في سوريا، المخرجون العراقيون الذين كانوا يعملون في سوريا لم يقدموا اعمالاً ناضجة، وإئتني بمخرج عراقي هناك قدم عملاً ناضجًا اخذ صيته اعلاميَا او على مستوى الشارع، اقولها بكل صراحة... لا يوجد.