صورة كبيرة ومدمرة لعائلة ساكلر المشهورة بأعمالهم الخيرية والتي بنت ثروتها على عقار فاليوم ودمرت سمعتها بسبب عقار أوكسيكونتين.

إيلاف من بيروت: في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، صُدم موظف في شركة "بيرديو فارما" بكلمات المستشار القانون للشركة، ستيوارت بيكر، إذ أشاد بثلاثة أعضاء سابقين في فريق القيادة، بمن فيهم سلفه. كان هؤلاء الرجال الثلاثة قد أقروا بالذنب في عام 2007 لتقديم ادعاءات احتيالية حول ضرر منتج أوكسيكونتين (OxyContin) وتم إجبارهم على الاستقالة.

قال بيكر، كما ورد في كتاب باتريك رادين كيفي "إمبراطورية الألم: التاريخ السري لأسرة ساكلر " Empire of Pain: The Secret History of the Sackler Dynasty (560 صفحة، منشورات دبال داي، 30 دولارًا) عن اللعنة التي حلت بآل ساكلر، العائلة مالكة بيرديو فارما: "كان على هؤلاء الأشخاص أن يسقطوا لحماية الأسرة". ومضى بيكر مذكرًا جميع الحاضرين بالأولوية القصوى للشركة، وهي "حماية الأسرة بأي ثمن".

قصة سلالة حاكمة

يقول كيفي إن كتابه هذا هو قصة سلالة حاكمة. مثل "بيرديو "، كل شيء يتعلق بعائلة ساكلر: كيف غيرت الطب الأميركي، والدور الرئيسي الذي لعبته في أزمة المواد الأفيونية التي تكلف الآن عشرات الآلاف من الأميركيين حياتهم في كل عام، والسقوط المتأخر وغير المكتمل للعائلة.

تحول آل ساكلر من عشيرة محترمة معروفة في المقام الأول بأعمالها الخيرية نيابة عن المؤسسات الثقافية والتعليمية والعلمية - بما في ذلك والأكثر شهرة جناح ساكلر المذهل في متحف متروبوليتان للفنون الذي يضم معبد دندور - إلى خزي عام. من بين المشاهد الأخيرة في الكتاب ناشط طلابي يشاهد بسعادة شعار ساكلر وهو يتشقق في واجهة مبنى في جامعة تافتس.

هددت الأسرة باللجوء إلى القضاء بدعوى انتهاك الجامعة اتفاقًا أبرمته عندما تلقت تبرعات من أحد أعضائها. يسمي كيفي هذا "مقياسًا بيانيًا لغرور آل ساكلر، وإنكارهم المرضي أن الأسرة كانت مستعدة لتحط من قدر نفسها من خلال محاولة فرض اسمها على الجامعة حيث قال الطلاب صراحةً إنهم وجدوا ذلك أمرًا بغيضًا أخلاقيًا". إنه أيضًا توضيح لعمل الأغنياء جدًا، عندما يعملون كما المافيا، ويعززون قوتهم من خلال شركات وهمية ومحامين.

تبدأ قصة آل ساكلر مع ثلاثة أشقاء: آرثر، مورتيمر، وريمون، ولدوا لبقال مهاجر يهودي وزوجته في بدايات القرن العشرين في بروكلين، وأصبحوا أطباء. بدأ آرثر مشروعًا جديدًا في كل أسبوع؛ وبعد وفاته بسكتة دماغية في عام 1987 ، كان أحد أكبر التحديات التي واجهها ورثته هو تحديد موقع جميع أصوله وسداد الديون غير المتوقعة. لم يحب آرثر ساكلر أن يعرف الناس عمله لذلك لم يمكن لأحد فهم مكانته المالية الكاملة، لأن بعض تعاملاته كانت مشكوكًا فيها من الناحية الأخلاقية. فقد أبقى اسمه خارج النشرات الإخبارية الطبية لإخفاء تحيز تحريري لصالح المستحضرات الصيدلانية.

أبو الفاليوم

عندما أصبح آرثر مهووسًا بجمع الأعمال الفنية والتبرع للمؤسسات الثقافية في مقابل امتلاك صالات عرض وأجنحة تحمل اسم نفسه وأسرته، واجه تحديًا ، كما كتب كيفي، "للتوفيق بين هذه الرغبة الشديدة في الاعتراف باسم ساكلر واسمه، وتفضيل قوي بنفس القدر لإخفاء هويته الشخصية". وقد وازن بين الأمرين بمهارة. في عالم الفن والعمل الخيري، كان معروفًا أن آرثر يمتلك الكثير من المال، لكن لا يبدو أن أحدًا يعرف من أين حصل عليه.

الجواب هو الفاليوم.. أول عقار بقيمة 100 مليون دولار في التاريخ.

لم يكن آرثر يملك شركة F. Hoffmann-La Roche التي صنعت هذا المهدئ (على الرغم من أنه كان يتجول في المقر في كثير من الأحيان لدرجة أنه كان يديره). كان من أوائل المؤيدين للأدوية النفسية، إلا أن خبرته الأعظم تكمن في الإعلان والتسويق والخدمات التي تقدمها وكالته (McAdams). تضمنت بعض ابتكاراته تقديم ادعاءات لا أساس لها من الصحة لطبيعة الفاليوم غير الإدمانية، وإنتاج أول ملحق ترويجي مصمم ليبدو وكأنه محتوى تحريري (في نيويورك تايمز، لا أقل)، وتأليف إعلانات مليئة بشهادات ممارسين طبيين تبين بعد التحقيق أنهم خياليون.

في المواد الأفيونية

توفي آرثر قبل تطوير عقار أوكسيكونتين، وتسعى أرملته وأطفاله، وفقًا لكيفي، إلى إبعاد أنفسهم عن أكثر المنتجات المرتبطة بساكلر شهرة. "إمبراطورية الألم" يوضح بإسهاب أن آرثر أنشأ الدليل المستخدم في جعل هذا العقار رائجًا، بدءًا من حوافز مندوبي المبيعات إلى المتحدثين عنه في اللقاءات الطبية والمنشورات ومجموعات المناصرة "الشعبية" التي تمولها الشركة المصنّعة سراً.

إن المواد الأفيونية مسكنات قوية ومسببة للإدمان ولكنها ليست بالضرورة خطيرة إذا تم استخدامها بعناية وبشكل صحيح. مع ذلك، لم تفعل بيرديو فارما شيئًا لضمان استخدام العقار بهذه الطريقة، وفي الواقع شجعت على إساءة استخدامه.

تثبت الوثائق والمراسلات الداخلية المقتبسة في الكتاب أن طاقم بيرديو كان يعرف جيدًا أن العديد من الأطباء كانوا يديرون مصانع عقاقير غير قانونية. مع ذلك، امتنعت الشركة عن الإبلاغ عنها لأنها جنت الأموال من كل وصفة طبية وهمية.