إيلاف: تقدم الكاتبة والشاعرة الإماراتية أسماء الحمادي دراسة منهجية رصينة ومميزة في كتابها الجديد التجنيس والبناء السرديّ في كتاب "قصّتي" (184 صفحة، مركز أبوظبي للغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي)، وكتاب قصتي من إصدارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وقال علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، في مقدمة الكتاب إن المركز يستهل سلسلة "دراسات نقدية" بدراسة تحليلية يراها أنموذجًا جادًا للبحث بوصفه أداة تثاقف ووسيلة فهم واعتبار، ورأي بن تميم أن الباحثة نجحت في إقامة حوار واعٍ مع واحدة من أبرز تجارب السير الصادرة في كتاب خلال الألفية الثالثة.

الجنس الأقل حظًا في الدراسات

في دراستها لكتاب قصتي تتحدث الحمادي، الحاصلة على شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، عن "إشكالية التجنيس" ثم تطرح "مضامين" كتاب قصتي، وتتناول "البناء السردي" في القسم الأخير الذي يسبق الخاتمة.

في تمهيد الكتاب تطرح الحمادي تاريخ السيرة وغايات التأليف، وترى أن السيرة الذاتية من الأجناس الأقل حظًا في الدراسات، وأن التجنيس يمثل إشكالية جديد خصبة في الدراسات المعاصرة. وتؤكد أنها ارتكزت في دراستها على المنهج الوصفي التحليلي من خلال استجلاء النص بالدراسة الفاحصة، وتناوله وصفًا وتحليلًا.

تتناول الكاتبة في الفصل الأول إشكالية التجنيس من خلال مفهوم السيرة الذاتية ومفهوم المذكرات، ثم تحلل كتاب قصتي ما بين السيرة الذاتية والمذكرات، وتؤكد أن التداخل موجود بينهما في معظم قصص الكتاب، وأن معظم القصص التي يغلب عليها طابع المذكرات لم تخلُ من الجانب الذاتي.

في الفصل الثاني تعرّج أسماء الحمادي على مضامين كتاب قصتي متناولة المضمون الوطني والمضمون القيادي والمضمون الحِكمي الفلسفي والمضمون الإنساني.

المداخل الأولى

وفي الفصل الثالث تطرح الحمادي البناء السردي من خلال موضوع العتبات والعناصر السردية، وتوضح أن عتبات أي نص تمثل مداخله الأولى التي لا بد من عبورها قبل محاولة اقتحام النص نفسه، فتناقش مسألة الغلاف وصورة المؤلف والنص المكتوب والألوان والعناوين والتمهيد ثم مقدمة الكتاب وغير ذلك.

وفي العناصر السردية تناقش موضوعي الزمان والمكان بنوعيه الافتراضي والواقعي وتفاصيل المكان الصغيرة، كما تناقش الشخصيات المؤثرة.

ثم تأتي الكاتبة إلى الخاتمة مؤكدة فيها أنها انتهت إلى القول بأن "السيرة الذاتية تمثل حكيًا استعاديًا نثريًا، يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص، وذلك عندما يركز على حياته الفردية، وعلى تاريخ شخصيته بصفة خاصة شريطة الالتزام بالتسلسل الزمني عبر مراحل العمر الثلاث".

وتوصلت الحمادي في دراستها إلى أن كتاب قصتي أقرب ما يكون إلى جنس السيرة الذاتية، و"على الرغم من قربه من كتابة المذكرات التي عرفت في الخطاب الأدبي، بوصفها وجهًا من وجوه الكتابة الإبداعية، إلا أن طابع السيرة الذاتية غالب عليه".