هذه ليست قصة تجسس. أراد مؤلفها ضابط استخباراتي حقيقيا بطلًا للرواية، وأراد أن تكون الرواية نوعًا من تدليل على إجرائية الوكالة لإحياء العالم الحقيقي للاستخبارات، من عملياتها إلى بيروقراطيتها.

إيلاف من بيروت: أشاد مديرا وكالة الاستخبارات المركزية السابقان الجنرال ديفيد بترايوس وليون بانيتا، وكذلك كاتب العمود في صحيفة "واشنطن تايمز" ورئيس عمليات الشرق الأوسط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية دانيال هوفمان، برواية ديفيد مكلوسكي التجسسية محطة دمشق Damascus Station: A Novel (432 صفحة، منشورات و. و. نورتون وشركاه، 27.95 دولاراً) كونها تصويرا واقعيا لعمليات وكالة الاستخبارات المركزية في الخارج.

فهل كان تقديم صورة واقعية لوكالة الاستخبارات المركزية أحد أسبابه تأليف مكلوسكي هذه الرواية؟ يقول لموقع "واشنطن تايمز" إن الرواية تهدف بالتأكيد إلى التأصيل، "فهذه ليست قصة تجسس وتبادل لاطلاق النار. أردت ضابطا حقيقيا في وكالة الاستخبارات المركزية بطلًا للرواية، وفي حدود المعقول أردت أن يكون هذا نوعا من تدليل على إجرائية الوكالة لإحياء العالم الحقيقي للاستخبارات، من عملياتها إلى بيروقراطيتها".

عواطف وتجارب إنسانية

يضيف: "صدمت في أثناء وجودي في الوكالة بمدى دراماتيكية وإثارة اهتمام أعمال الاستخبارات في العالم الحقيقي، خصوصًا تطوير وتوظيف الأصول البشرية. اتضح أن العمل الفعلي للتجسس يصلح أساسا متينا لرواية تجسس. وجدت فيه أرضية خصبة لاستكشاف السلسلة الكاملة من العواطف والتجارب الإنسانية، وبالطبع، الفرصة لكشف المؤامرات".

بحسبه، ثمة العديد من المواقع في الكتاب حيث ضحى بالأصالة لحماية الحرفة التجارية الحساسة للوكالة أو حيث اعتقد أن السرد قد يضعف الرواية. يقول: "على سبيل المثال، هناك تسلسل تختبر فيه تقنيات القنابل التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية عملها على الجثث. ساعدت في صنع قنابلي الخيالية من اثنين من تقنيات التخلص من الذخائر غير المنفجرة، وعندما قرأوا هذا الجزء قالوا إن هذا جنون خالص. قلتك أنا أفهم ذلك، لكن هذا ممتع للغاية، وسينمائي للغاية، بحيث لا يمكنني إزالته من الرواية، فتركته في مكانه".

غزل تجسسي

في وصفه الرواية، يقول مكلوسكي إن "محطة دمشق" هي غزل تجسسي تدور أحداثه في السنوات الأولى من الانتفاضة السورية، حول سام وعميلته السورية مريم وهما يكسران إحدى القواعد الأساسية للتجسس ويقعان في علاقة محظورة. يسافران إلى دمشق لتعقب قاتل ضابط آخر في وكالة الاستخبارات المركزية، ويضطرون إلى مواجهة التوتر والصراع والعاطفة في علاقتهما الخاصة. يلتقي سام ومريم وجهاً لوجه مع الأخوين حسن الوحشيين، وكبار المسؤولين في الاستخبارات السورية والجيش الذين يحرسون سرا مظلما في قلب النظام السوري. في نهاية المطاف، إنها رواية عن التجسس والحب وما يعنيه أن تكون إنسانا في خضم حرب غير إنسانية".

سام جوزيف ضابط جيد في الوكالة، ولد في مينيسوتا، وتجند في الوكالة من خلال مكتشف للمواهب في فيغاس، وتفوق في وظيفته لأنه طالب بارع في الطبيعة البشرية ويحسن قراءة أفكار الناس. يتقن لعبة البوكر، لكن ليس بطريقة جيمس بوند. علمته اللعبة تفاصيل واسرار السلوك البشري وإدارة المخاطر. وهو ليس جاسوسا خارقا، إنه مجند يفهم كيف يعمل الناس وكيفية حملهم على تسريب أسرارهم. إنه متحمس أيضا، ويرتكب خطأ هائلا يحتمل أن ينهي حياته المهنية نتيجة لذلك، علمًا أن المؤلف مكلوسكي درس العلاقات الدولية وعمل محللًا سياسيًا في مقر وكالة الاستخبارات المركزية وفي محطات ميدانية في الشرق الأوسط.

أساعدهم كي يفهموا

يقول مكلوسكي: "بالنسبة للجزء الأكبر من المهمة، كانت مساعدة صانعي السياسة الأميركيين على فهم ما كان يحدث في المنطقة، ولماذا كان يحدث، وما الآثار التي قد تتأيى على واشنطن. كما قمت بمهمة في مركزنا لمكافحة الإرهاب، حيث كان التركيز تشغيلياً في محاولة لوقف الهجمات الإرهابية. كانت أكثر اللحظات التي لا تنسى بالنسبة لي في منتصف الحرب السورية، عندما سافرت في جميع أنحاء المنطقة مع مجموعة من كبار موظفي الوكالة. لا أستطيع أن أفشي الكثير عن الرحلة، لكنها كانت واحدة من تلك التجارب التي حصلت فيها على نظرة خاطفة خلف ستار السلطة. جلسنا مع بعض كبار الأشخاص في مجموعة من العواصم الإقليمية. كانت درساً رئيسيا في التجسس والطريقة التي يعمل بها الشرق الأوسط حقا. سأتذكرها لبقية حياتي".

كتب مكلوسكي معظم روايته في عام 2019، ومنذ ذلك الحين تراجعت حدة القتال اليومي في سوريا مع تصلب خطوط السيطرة وضغط العدد الكبير من الجهات الفاعلة الأجنبية المعنية على حلفائها المحليين لوقف إطلاق النار وما شابه ذلك. لكن أحداث الرواية تدور في السنوات الأولى من الصراع (2011-2013)، حينها ازدادت الحرب سوءا، وبقيت سيئة في السنوات التي تلت ذلك.


أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "واشنطن تايمز"