إيلاف من بيروت: في كتابه [يوم في حياة عابد سلامة: تشريح تراجيديا مقدسية] A Day in the Life of Abed Salama: Anatomy of a Jerusalem Tragedy (272 صفحة، منشورات ميتروبوليتان بوكس، 28 دولارًا) يروي ناثان ترال قصة جهود أب يائسة للعثور على ابنه، في صراع عاطفي يزداد صعوبة، فالمقيم في القدس كل حياته لا يمكنه الدخول بشكل قانوني إلى أجزاء يسيطر عليها اليهود في المدينة.

ميلاد سلامة في الخامسة من عمره، متحمس لرحلة مدرسية إلى حديقة ترفيهية في ضواحي القدس. وفي الطريق، اصطدمت حافلته بنصف مقطورة. سمع والده نبأ الحادث وهرع إلى الموقع. المشهد فوضوي، حيث نقل الأطفال إلى مستشفيات مختلفة في القدس والضفة الغربية. بعضهم مفقود والبعض الآخر لا يمكن التعرف عليه.

حياة في الكابوس
ينطلق عابد في رحلة مضنية لمعرفة مصير ميلاد. إنه أسوأ كابوس لأي أب وأم، لكن بالنسبة إلى عابد، الأمر يتفاقم بسبب متاهة العقبات الجسدية والعاطفية والبيروقراطية التي يجب عليه التغلب عليها لأنه فلسطيني. فهو موجود على الجانب الخطأ من الجدار العازل، ويحمل بطاقة هوية مزيفة لعبور الحواجز العسكرية، وأوراقًا مزيفة للدخول إلى القدس. يتشابك سعي عابد للعثور على ميلاد مع قصص مجموعة من الشخصيات اليهودية والفلسطينية التي تتقارب حياتها وتاريخها بشكل غير متوقع.

يتوسع الكتاب في مقال نُشر عام 2021 في مجلة "نيويورك ريفيو أوف بوكس" حيث يقوم ثرال بدمج القصص حول الحادث مع دورة مكثفة في تاريخ القدس. تسمح المساحة الإضافية لثرال بالتعمق أكثر في حياة سلامة، حيث يتشكل كل شيء بدءًا من زواجه وحتى تعليم طفله من خلال الحقائق الوحشية للحياة تحت الاحتلال. مع احتدام الحرب في غزة، يقدم هذا الكتاب شهادة مؤثرة عن أشكال العنف الأكثر دنيوية التي تحدد الحياة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط.

صورة إنسانية للصراع
في يوم من حياة عبد سلامة، يقدم ناثان ثرال صورة إنسانية لا تمحى للصراع على إسرائيل أو فلسطين وفهمًا جديدًا للتاريخ المأساوي والصراع على السلطة. يقول أليكس بريستون في "غارديان": "أحد الأشياء التي أذهلتني عندما قرأت المقالة الأصلية هو الطريقة التي تتسرب بها السياسة إلى كل جانب من جوانب حياة أولئك الذين يعيشون في فلسطين". يضيف بريستون: "قد يبدو هذا واضحًا، لكن بوجود سياسيين أفضل يمكن إجراء بعض التعديلات الصغيرة على التاريخ".

يتعمق ثرال في حياة سلامة الشخصية، موضحًا من دون لوم أو تبرئة المعاملة السيئة لعدد من الشابات: حبيبة الطفولة التي تم التخلي عنها بعد نزاع عائلي، وزواج بائس، وطلاق كان مدفوعًا جزئيًا بالحاجة إلى تأمين الأوراق المطلوبة للمرور عبر نقاط التفتيش. يتم في الكتاب تقديم الهيمنة الإسرائيلية على حياة الفلسطينيين على أنها مطلقة وشاملة، وهذا ما أطلق عليه ميشيل فوكو تسمية "السلطة الحيوية"، حيث يتم التعامل مع السكان باعتبارهم مشكلات يجب حلها بتقنيات الانضباط والسيطرة.