نهى احمد من سان خوسيه: يعتبر وباء الملاريا احد اشد الامراض الاستوائية خطورة وانتشارًا، ويسبب هذا الوباء طفيل وحيد الخلية ينتقل الى الانسان عن طريق عقص البعوض، وتسبب الملاريا كل عام بحسب تصريح منظمة الصحة العالمية في وفاة اكثر من مليون انسان بالاضافة الى وجود اكثر من 500 مليون حالة اصابة في العالم خاصة في بلدان اميركا الجنوبية وافريقيا.
وبحسب ما ورد في تقرير لمفوضية الصحة لبلدان اميركا الجنوبية وحصلت ايلاف على نسخة منه فان نسبة الاصابات بالملاريا تزداد سنة بعد سنة رغم دخول العالم في القرن ال21 واعتبر هذا المرض لسنوات طويلة في البلدان الصناعية والغنية من الامراض التي انقرضت. والسبب في ذلك تدهور النظم الصحية في البلدان الفقيرة وازدياد مقاومة وباء الملاريا نفسه ضد المبيدات الحشرية والتغيير المناخي وتبعات الحرب من دمار وغيره.

وتشمل المجموعات الاكثر تعرضًا للخطر الاطفال والنساء والحوامل والمسافرين واللاجئين والاشخاص المعدمين والعمال في المناطق الموبوءة.
وتبلغ نسبة حالات الوفاة بالملاريا في اميركا الجنوبية وافريقيا حوالي 5000 الاف حالة يوميًا، معظمهم من الاطفال وتقع حوالي 6 في المئة من حالات الملاريا في اسيا الجنوبية وجنوب شرق اسيا وجمهورية الدومنيكان واميركا الوسطى ( نيكاراغوا وغواتيمالا). وتزيد الملاريا بسبب الفقر وتقليل الانتاجية وعدم الاستقرار الاجتماعي، ويتعرض سكان الريف والفقراء الى خطر الاصابة بهذا الوباء نظرا لان امكانية العلاج الفعال محدودة جدا لديهم. كما ترتفع نسبة الاصابة به في الريف خلال موسم هبوط الامطار، وهو وقت النشاط الزراعي المكثف، لذا تشهد بلدان اميريكا الوسط خاصة السابقة الذكر تزايد الاصابات في هذا الوقت.

واورد التقرير نتائج ابحاث اجريت اشارت الى ان العائلات المتأثرة بالملاريا تحصد محاصيل زراعية اقل بحوالي 60 في المئة من العائلات الاخرى غير المصابة، وهذا يسبب في خسارة تقدر باكثر من عشرة مليارات دولار سنويا في اجمالي الانتاج القومي.
كما ان الاصابة بالملاريا اثناء الحمل تعتبر من المشاكل الصحية العامة في المناطق الاستوائية والمناطق شبة الاستوائية في جميع انحاء العالم، وتكون النساء الحوامل من اكثر الفئات الاجتماعية تعرضا للاصابة بوباء الملاريا، لذا يحب ادراج العلاج الفعال والفوري للملاريا الذي من شأنه ان يخفض نسبة الوفيات بحوالي 50 في المئة.

واللافت ان طفيليات الملاريا تمكنت في بعض المناطق الفقيرة في اميركا الجنوبية من مقاومة الادوية الرخيصة المستخدمة في علاج المرضى، بيد انه يمكن تأخير مقاومة الطفيلات للعلاج باستخدام طرق العلاج التي تجمع بين عدد مختلف من الادوية.
وطبقا للتقرير ستكون هناك حاجة الى اكثر من ثلاثة مليارات دولار كل عام لتحقيق هدف تخفيض اعداد الاصابات بالملاريا الى النصف بحلول عام 2020، لكن لا يخصص حتى الان لمحاربة هذا الوباء الخطير سوى 600 مليون دولار.

ولقد تمكن باحثون مكسيكيون بالتعاون مع زملاء اوروبيين من تحديد اربعة بروتينات لمرض الملاريا وهي تي اي بي 1 وال ار اي ام1 و سي تي ال 4 وسي تي ال اي 2 لدى البعوض الناقل لطفيل الملاريا، ما يمكن ان يوفر وسائل جديدة لمحاربة المرض. وتعمل اثنتان من هذه البروتينات على قتل الطفيل المسبب للملاريا في امعاء البعوضة. ووجودها او غيابها يشرح لماذ تكون بعض البعوضات ناقلة للمرض واخرى غير ناقلة له.
وبحسب التقرير ايضا فان العمل على البروتينتين تي اي بي 1 و ال ار اي ام 1 بيّن ان جهاز المناعة للبعوضة قادر على محاربة الملاريا، فاذا ما تمكن الطب من استخدام هذه الدفاعات الطبيعة فقد يتمكن من كسر دورة حياة الطفيل داخل البعوضة.

اما البروتينتان الباقيتان سي تي ال 4 وسي تي ال ام ايه 2 فتلعب دور مضادا، اي انها تحمي الطفيل خلال دورة بلوغه في امعاء البعوضة، واكتشف الباحثون ان غياب هاتين البروتينتين يؤدي الى موت الطفيل.ولقد بات الان واضحا ان القضاء على بروتنيتي الحماية يجعل الطفيل عرضة لهجمات نظام المناعة.

ويتم العمل حاليا على تركيب مواد جديدة تعطل الحماية التي توفرها البروتينتان للطفيل، وهذا يشكل املا لوقف انتشار المرض في العالم. فلكي يحدث المرض يحتاج الطفيل لان ينمو داخل بعوضة انثى ينتقل منها الى الانسان، وينتقل الطفيل الى البعوضة عندما تمتص دماء شخص مصاب ، وينمو الطفيل داخل البعوضة التي تنقله بعد ايام الى شخص اخر.