عبدالاله مجيد من لندن: يجري فريق من العلماء أبحاثا في إمكانية وجود علاقة بين اللقاح المضاد لانفلونزا الخنازير وتزايد خطر الاصابة بعد أخذه بمرض نادر يضرب الجهاز العصبي.

وتأتي هذه الابحاث بعدما دأبت السلطات الصحية على نفي وجود أي علاقة بين اللقاح ومتلازمة غوليان بار ، وهو مرض يهاجم الجهاز العصبي ويمكن ان يؤدي الى الشلل وحتى الوفاة. وكانت تحذيرات أُطلقت من ان التطعيم ضد نفلونزا الخنازير أدى الى صابات بهذا المرض في أميركا إبان عقد السبعينات.

الآن نشرت هيئة الرقابة على الأدوية والصحة العامة في بريطانيا تقريرا يشير الى إجراء مزيد من الأبحاث في هذه العلاقة المحتملة.
وقال التقرير ان حدوث زيادة طفيفة في خطر الاصابة بمتلازمة غوليان بار بعد التطعيم ضد فيروس ايج 1 ان 1 لا يمكن ان يُستبعد نظرا للابهام الذي يحيط بالمعلومات المتاحة مع حلول موسم التطعيم ضد الانفلونزا.

وأضاف التقرير ان الدراسات الطبية ستواصل البحث في هذه العلاقة الممكنة.

ولا يُعرف على وجه التحديد ما الذي يسبب الاصابة بمتلازمة غوليان بار ولكن المرض يهاجم جدران الأعصاب فيعطل قدرتها على نقل الاشارات الى العضلات. وهو يمكن ان يؤدي الى الشلل وخاصة في اليدين والقدمين لكنه قد يسبب الوفاة أيضا إذا أدى الى شلل الجهاز التنفسي.

وكان لقاح استُخدم لمكافحة أشكال مختلفة من انفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة عام 1976 تسبب في حدوث 25 حالة وفاة بمرض غوليان بار مقارنة مع حالة وفاة واحدة بالانفلونزا نفسها.
وخوفا من تكرار هذه الظاهرة كُلفت فرق من أطباء الأعصاب رصد الاصابات بمتلازمة غوليان بار خلال انتشار انفلونزا الخنازير في بريطانيا حيث من المتوقع ان يُطعم ملايين الأشخاص هذا العام ضد المرض.

ولاحظ خبراء عدم وجود أدلة قاطعة على زيادة خطر الاصابة بمتلازمة غوليان بار كما حدث في عام 1976 ولكن تقرير سلطات الرقابة الصحية يكشف تحوطها لأسوا الاحتمالات.

وكانت هيئة الرقابة على الأدوية والصحة العامة سجلت 15 إصابة بمتلازمة غوليان بار بعد التطعيم ضد انفلونزا الخنازير وإعطاء 6 ملايين جرعة من اللقاح المضاد للمرض. ولا يُعرف إن كان المرض أو اللقاح سبب هذه الاصابت الخمس عشرة.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ناطق باسم الهيئة ان تغييرا لم يطرأ على الموقف المتمثل بعدم وجود أدلة مؤكدة على ان اللقاحات هي سبب الاصابة بمتلازمة غوليان بار.