صلاح أحمد من لندن: تبعا لدراسة نشرتها مجلة laquo;لانسيتraquo; الطبية الأشهر في العالم، فإن تعاطي الكحول يفوق في مضاره بعض أشد أنواع المخدرات مثل الهيروين والكراك والكوكايين. وتوصل الباحثون الى هذه النتيجة بناءً على عدد من العوامل منها المضار الصحية الجسدية والعقلية الواقعة على متعاطي المواد التي تغيّر حالة العقل بالإضافة الى الآثار المتصلة بمعدلات الجريمة وحالة المجتمع العريض.
وتوصلت الأبحاث الى أن أسوأ ما يمكن ان يتعاطاه الإنسان بالنسبة لصحته الجسدية والعقلية هو الهيروين ثم الكراك فالكوكاين ثم الميثادون. ولكن بأخذ سائر العوامل مجتمعة يصبح الكحول هو الأسوأ على الإطلاق، متبوعا بالهيروين ثم الكراك. وجاءت الـlaquo;إيكستاسيraquo; والـlaquo;إل إس ديraquo; في ذيل القائمة من ناحية الضرر الذي تحدثه.
وتقول الدراسة عن مضار الكحول أنها أسوأ بثلاثة أضعاف مضار الكوكاين والسيجائر وبثمانية أضعاف الإيكستاسي. وهي تناقض أيضا ما تذهب اليه وزارة الداخلية البريطانية من تصنيف عقار الميفادرون مخدرا من الدرجة الثانية قائلة إن مضاره تعادل فقط خُمس مضار الكحول.
الدراسة تصدرها البروفيسير ديفيد نات الذي كان يشغل منصب كبير المستشارين الحكوميين للمخدرات في عهد العمال، لكنه أثار عاصفة فقد فيها وظيفته العام الماضي عندما قال في دراسة له إن السياسة الحكومية الخاصة بتصنيف العقارات المؤثرة على حالة العقل، مثل الكحول والمخدرات، خطأ كبير ولا تقوم على أسس علمية دقيقة.
وقال البروفيسير نات وقتها إن الأرجح للإنسان أن يموت بسبب ركوبه حصانا من أن يموت نتيجة تعاطيه الحشيش أو الإيكستاسي. وبعد خسارته منصبه الحكومي شكّل laquo;اللجنة العلمية المستقلة للمخدراتraquo; التي تحث الآن حكومة المحافظين والليبراليين الديمقراطيين الائتلافية على التحرك من أجل التصدي لمخاطر تعاطي الكحول ومراجعة تصنيفات العقارات المخدرة عموما.
وقال البروفيسير في لقاء له مع فضائية laquo;سكاي نيوزraquo; الإخبارية: laquo;التصنيف الصحيح للعقارات المؤثرة على حالة العقل يجب أن يقوم على مجموع المضار التي يتلقاها متعاطيها ويعاني منها الآخرون أيضا. وفي حال اتبعت هذا النهج، وجدت أن الكحول هو أخطرها متبوعا بالهيروين والكراك ثم الكوكاين... بهذا الترتيب، والبقية تأتي بعد هذه الأربعةraquo;.
وتخلص الدراسة المنشورة على laquo;لانسيتraquo; الى أن نتائجها laquo;تعزز أبحاثا أخرى أجريت سابقا في بريطانيا وهولندا تثبت أن التصنيفات الحالية للعقارات المغيّرة للحالة العقلية لا تستند حقيقة الى أنواع مضارها. كما أنها تدعم تقارير سابقة للخبراء قالوا إن التصدي لمشكلة تعاطي الكحول استراتيجية عامة عالية الضرورة عندما يتعلق الأمر بالصحة العامةraquo;.
التعليقات