الياس توما من براغ : نبهت دراسة طبية تشيكية حديثة إلى أن العديد من الأوهام لا تزال تنتشر بن الناس وعلى نطاق ليس بالقليل حول اللقاحات التي تقدم للأطفال ولذلك لا يعمد الكثير من الأهل إلى اخذ أطفالهم إلى الأطباء للحصول عليها رغم أهمية بعضها بالنسبة للتطورات اللاحقة للأطفال .
وترجع الدراسة إهمال الأهل لذلك أيضا إلى حقيقة أن أمراض الأطفال الخطيرة لم تعد تظهر إلا بشكل استثنائي ولذلك أصبحت خارج دائرة الاهتمامات للجمهور الذي لم يعد ينظر إليها على أنها خطرة وبالتالي التقليل من أهمية التطعيم .
وتنبه الدراسة إلى خمسة أوهام تسود في هذا المجال هي التالية :

التطعيم يثقل نظام المناعة لدى الأطفال

تعترف الدراسة بان الأهل يمكن أن يصابوا بالذعر خلال قراءة قائمة أنواع التطعيمات التي يجب أن يخضع لها الطفل فخلال 15 عاما مثلا يتوجب على الأطفال وبشكل إلزامي تلقي لا يقل عن 12 إبرة ( العدد الحقيقي يمكن أن يكون ضعف ذلك في حال قرر الأهل إخضاع أطفالهم للقاحات الغير إجبارية ) ولذلك يخشى الأهل من أن تؤدي كثرة اللقاحات إلى إضعاف نظام المناعة لدى أطفالهم .
وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال يتعرضون في كل يوم تقريبا إلى مجموعة كبيرة من العوامل التي يمكن لها أن تهدد صحتهم بدءا من البكتريا الموجودة في الطعام وانتهاء بالغبار الذي يتنفسونه ولذلك فمقارنة بالثقل الذي يمكن أن يتعرض له نظام المناعة لديهم فان تأثير التطعيم أو اخذ اللقاحات يعتبر محدودا .
وأكدت ن نظام المناعة لا يمكن أن يتعرض للأذى من خلال اخذ اللقاحات وعدا ذلك فان اغلب أنواع اللقاحات تتم بفيروسات ميتة وحتى في حال تنفيذ التطعيم بفيروسات حية وفيروسات ضعيفة مثل الحقن ضد الحميراء أو الحصبة فانه تظهر في الحالات الاستثنائية فقط مظاهر مشابهة للمرض من النوع الضعيف .

الأفضل تأخير تقديم اللقاحات إلى عمر أكبر

إن الترتيب الزمني لتقديم اللقاحات حسب الدراسة تم اقتراحه طبيا بالشكل الذي يؤمن الحماية للأطفال في أكثر الأوقات التي يكون فيها نظامهم المناعي ضعيفا ولذلك فان تأخير تقديم اللقاحات إلى أن يصبح الطفل أكبر عمرا يمكن له أن يجعل الأهل يعرضون أطفالهم لأخطار عبثية .

التطعيم ليس ضروريا

يتبنى الأهل الذين يرفضون تقديم اللقاحات لأطفالهم رأيا يقول بان اللقاحات لم تعد ضرورية لان الأمراض الخطيرة التي كانت تهدد الأطفال في السابق لم يعد لها وجود الآن الأمر الذي لا يتوافق والحقيقة فالأمراض التي يبدو أنها أصبحت نادرة التفشي عمليا تعود وبقوة جديدة الآن كما أن التنقل الكبير والاختلاط الجاري الآن بين شعوب مختلف الدول في ظل سرعة وحرية التحرك تجعل بالإمكان انتقال الكثير من الأمراض من منطقة إلى أخرى وبالتالي فان تلقيح الأطفال ضد الأمراض الخطيرة يبقى ضروريا .

اللقاحات فعالة بنسبة 100%

تؤكد الدراسة أنه لا توجد لقاحات فعالة بنسبة مئة بالمئة فأكثر اللقاحات فعالية تحتوي على فيروسات ضعيفة ومع ذلك يتم الحديث عنها بأنها فعالة بنسبة 95% فقط أما فعالية اللقاحات التي تحتوي على فيروسات ميتة أو غير نشطة فيتراوح بين 75ــ 80% وبالتالي يمكن أن يمرض الطفل رغم انه قد حصل على اللقاح الخاص بهذا المرض مسبقا ولهذا يشدد المختصون على ضرورة إعادة تطعيم السكان لان ظهور مثل هذه الأمراض بعد ذلك ينخفض بشكل دراماتيكي .

التطعيم يمكن له أن يسبب مرض التوحد

أشارت الدراسة إلى أن الحديث عن وجود صلة بين اللقاحات المضادة للنكاف والحميراء والحصبة ومرض التوحد ظهر في عام 2002 في بريطانيا ثم انتشر كالبرق في العالم ولذلك قام فريق من المعهد الطبي بالتحقق من هذه الافتراضية وتم إجراء 14 دراسة أكدت جميعها بان التلقيح أو التطعيم ليس له أي علاقة بظهور مرض التوحد وان الأمر كان مجرد توافق زمني لان تقديم اللقاح الأول يتم بعد مرور 15 شهرا على ولادة الطفل في حين تظهر علائم مرض التوحد لدى الأطفال بعد نحو عام ونصف من الولادة . وقد تبين أيضا بأن ظهور مرض التوحد لدى الأطفال يتم بشكل مشابه وبنفس المعدلات لدى الأطفال الذين حصلوا على التطعيم أو لم يحصلوا عليه كما لم يتم التأكد أبدا بان التطعيم يمكن له أن يزيد احتمالات ظهور ما يسمى بأعراض الوفاة المفاجئة .