بدأت شركة ديزني العمل على الحد من الآثار الضارة التي تتركها نشاطاتها على البيئة وذلك استعداداً لضريبة الكاربون التي تخطط الحكومة لفرضها.

إعداد عبدالاله مجيد: بدأت الشركات الاميركية منذ فترة تراجع دفاتر حساباتها استعدادا لضريبة الكاربون التي اعلنت الحكومة الفيدرالية انها تخطط لفرضها، لكن احتمال وضع الاعلان في حيز التنفيذ يبدو بعيدا في الوقت الحاضر. لذا قررت شركة والت ديزني العملاقة للخدمات الترفيهية والاعلام ان تأخذ زمام المبادرة وتفرض ضريبة الكاربون على نفسها.

كشف رئيس الشركة ومديرها التنفيذي روبرت آيغر في مؤتمر الاقتصاد البيئي الذي عُقد مؤخرا برعاية صحيفة وول ستريت جورنال في سانتا باربرا في ولاية كاليفورنيا، ان شركة ديزني تقوم بمجهود مكثف للحد من الآثار الضارة التي تتركها نشاطاتها على البيئة. وفي اطار هذا المجهود قررت الادارة ان تفرض على وحدات الشركة وفروعها المختلفة ضريبة داخلية تُحدَّد على اساس كمية الكاربون التي تستخدمها هذه الوحدات والفروع. واكد رئيس ديزني ان هذه المبادرة فريدة من نوعها بين الشركات الاميركية.

واضاف آيغر ان الايرادات التي تجبيها ديزني من وحداتها التجارية والانتاجية بهذه الضريبة ستُنفق للحفاظ على الغابات الاستوائية والمدارية وزرع الاشجار للتخفيف من انبعاثات ثاني اكسيد الكاربون التي يقول الكثير من العلماء انها سبب الاحتباس الحراري.

تُحتسب ضريبة الكاربون التي بدأت في ديزني العام الماضي، على اساس الزيادة المتوقعة في ما تسببه الوحدة الانتاجية من انبعاثات كاربونية خلال خمس سنوات. وإذا كانت الانبعاثات أقل من المتوقع تكون الضريبة أقل.

واوضح رئيس ديزني ان الشركة تتجاوب في جانب من مبادرتها مع تطور الوعي البيئي للمواطن الأميركي وفي جانب آخر مع رغبة ديزني في ترويج علامتها التجارية. وقال ان المبادرة اجراء سليم بيئيا لكنها خطوة صائبة لمصلحة المساهمين ايضا.

وتابع آيغر ان برنامج ديزني في مجال البيئة يتضمن خفض حجم النفايات التي ترسلها الشركة الى المزابل بنسبة 50 في المئة مقارنة مع عام 2006 مؤكدا تقدم الشركة ثلاث سنوات على الموعد المقرر لتحقيق هذا الهدف الذي حددته الادارة في عام 2008. ومن المبادرات الجديدة الأخرى اشتراط القيام بعملية تقييم بيئية لكل مشروع رأسمالي تقرر ديزني تنفيذه. كما اتخذت الشركة خطوات للاقتصاد في استهلاك الطاقة مثل تحويل 2000 مركبة تملكها لاستخدام وقود انظف بيئيا وتحويل الآلات البخارية التي تعمل في ملاهي ديزني من وقود الديزل الى الزيت النباتي.

قال آيغر ان جهود ديزني لخفض استهلاك الطاقة تتزامن مع مساعيها المكثفة لتوعية الأطفال بيئيا، مثلا من خلال برنامج quot;اصدقاء من اجل التغييرquot; الذي تبثه قناة ديزني وعبأ 1.5 مليون طفل ويافع للقيام بنشاطات بيئية مختلفة.

تساءل مشاركون في مؤتمر الاقتصاد البيئي الذي نظمته صحيفة وول ستريت جورنال كيف يمكن ان تتحول ديزني الى شركة خضراء صديقة للبيئة، كما يقول آيغر انه يريدها ان تكون، إن هي واصلت ترويج منتجاتها مثل الرحلات الى عالم ديزني في فلوريدا. فقال آيغر ردا على ذلك ان ديزني ينبغي ان تواصل العمل من اجل النمو لكنها ينبغي ان تفعل ذلك بطريقة مسؤولة أكثر. واضاف ان تكاليف البرنامج الذي تنفذه ديزني للمساهمة في الحفاظ على البيئة تُغطى جزئيا بالاقتصاد في النفقات من خلال خفض كمية الطاقة التي تُستخدم في نشاطاتها.