دبي: في توجه يرمي إلى الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في إمارة دبي، قامت دائرة التنمية الاقتصادية بدبي بريادة مبادرة بيئية تمثلت في إطلاق أول مستودع صديق للبيئة لا ينتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في منطقة الشرق الأوسط. وسيسهم مستودع quot;بوابة دناتا للشحن رقم 5quot;، من خلال موقعه الاستراتيجي في المنطقة الحرة لمطار دبي الدولي، في اقتطاع ما يصل إلى 1.9 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بحلول العام 2020، أي ما يعادل انبعاثات الكربون السنوية (البصمة الكربونية) الحالية لما يقارب من 60 ألف من المقيمين في الدولة.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الاتفاقية المبرمة بين دائرة التنمية الاقتصادية بدبي وquot;دي اتش إلquot;، أفضل مزود للخدمات اللوجستية في العالم، بداية العام الماضي، التي تتضمن مجموعة من الحلول المتطورة التي صممت خصيصاً لدعم الخطط المستقبلية لإمارة دبي فيما يتعلق بحلول الخدمات اللوجستية. وتعد مبادرة تخفيض انبعاث الكربون جزءاً رئيسياً من الاتفاقية الموقعة بين الطرفين.

وتضمنت المراحل الرئيسية في خطة خفض انبعاثات الكربون، تحويل مستودع تمتلكه وتديره حكومة دبي إلى مستودع صديق للبيئة ومتابعه هذه العملية بالبحث والتطوير في المخططات الرئيسية للحد من انبعاثات الكربون في عمليات التخزين والمركبات المستخدمة في مجال قطاع الخدمات اللوجستية. كما أطلقت الدائرة أيضاً مبادرة لإجراء تقييم لانبعاثات الكربون في مجال الخدمات اللوجستية في الإمارة لنشر الوعي في أوساط قطاع الأعمال في دبي.

ويلعب مستودع quot;بوابة دناتا للشحن رقم 5quot;، الذي قامت دناتا للشحن - الشركة الرائدة في مجال الشحن الجوي في المنطقة، ببنائه في أقل من ثلاث سنوات، دوراً بارزاً ومهماً في نقل البضائع. ويعد موقع بوابة دناتا الكائن في مطار دبي الدولي من أهم الاعتبارات الرئيسية التي ساهمت في اختيار مكان إقامة المستودع الذي تبلغ مساحته 13 ألف متر مربع. وسوف تساهم هذه المبادرة، التي يصل حجم الاستثمار فيها إلى نحو 600 ألف درهم والتي روعي فيها تطبيق أعلى مستويات الكفاءة في استخدام الموارد، في تحقيق الترشيد الكبير في مجال استخدام الطاقة.

وقال سعادة سامي ضاعن القمزي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية بدبي: quot;انطلاقاً من المكانة المتميزة التي تحتلها دبي، باعتبارها من أهم المراكز التجارية في المنطقة، يلعب القطاع اللوجيستي دوراً مهماً في تعزيز اقتصاد الإمارة من خلال تبني أفضل الممارسات العالمية، بالإضافة إلى دوره في الدفع بالأداء الاقتصادي للإمارة إلى أعلى المستويات. وقد بات من الضروري دمج القطاع اللوجيستي مع أفضل ممارسات التنمية المستدامة بهدف تحقيق المزيد من الكفاءة والجودة والتميز، الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى زيادة الطلب على خدمات القطاع اللوجيستي وتحريك عجلة دورانه بشكل أسرعquot;.

وأضاف: quot;إن نجاح تطوير مستودع rsquo;بوابة دناتا للشحن رقم 5lsquo; جاء نتيجة التعاون المثمر بين دائرة التنمية الاقتصادية بدبي ودي اتش إل، التي تمتلك سجلاً حافلاً من الانجازات في مجال تطوير وبناء مباني صديقة للبيئة. كما أدى نجاح هذا المشروع، الذي تلقى دعماً كبيراً في تطويره من كل من باسيفيك كنترولز وشركة فيلبس، إلى تحقيق وفر كبير في معدلات استخدام الطاقة يمكن إعادة استثماره في القطاع اللوجيستي. وسوف تسهم مبادرات تحسين كفاءة استخدام الطاقة في تعزيز مكانة دبي على الخارطة العالمية في القطاع اللوجيستي وإدراجها ضمن مصاف دول العالم التي تولي اهتماماً كبيراً للقطاع اللوجيستيquot;.

واستطرد القمزي: quot;فضلاً عن المساهمة البيئية التي سيحققها هذا المشروع في توفير بيئة خالية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، سيسهم هذا المشروع، في حال تعميم تجربته على القطاع اللوجستي، في خفض الكثير من النفقات التي يمكن إعادة استثمارها في تعزيز كفاءة العمليات التشغيلية لسلاسل التوريدquot;.

من جانبه، قال غاري تشابمان، رئيس دناتا: quot;لطالما كانت دناتا التي تعرف بخدماتها المبتكرة، سباقة في دعم المبادرات الاجتماعية والبيئية. ونفخر بأن نكون الجهة المالكة وأول مشغل لمستودع صديق للبيئة في منطقة الشرق الأوسط في بوابة دناتا للشحن رقم 5 بالمنطقة الحرة لمطار دبي الدولي. ونأمل أن تشكل هذه المبادرة مصدر إلهام للشركات العاملة في المنطقة لاعتماد برامج الحفاظ على البيئة في جميع عملياتها اليوميةquot;.

وتجدًر الإشارة إلى أن من بين الطرق الأساسية في مجال تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تحويل المخازن والمستودعات التي تملكها وتديرها الحكومة إلى مستودعات صديقة للبيئة ثم متابعة هذه المستودعات بالأبحاث والتطوير من خلال تبني أفضل الممارسات والخطط التي تهدف الى تخفيض الانبعاثات في عمليات التخزين والمركبات وأيضا في القطاع اللوجيستي. وهناك طريقة أخرى للحد من هذه الانبعاثات ألا وهي إجراء تقييم انبعاثات الكربون في قطاع الخدمات اللوجستية في الإمارة.

وأدت عمليات التطوير والتحديث في المستودع التي تولتها دي اتش إل لحلول إدارة الأداء والطاقة، إلى توفير الطاقة الكهربائية المستخدمة في المستودع بنسبة تتراوح بين 36ndash; 40 %، أي ما يعادل حوالي 450 ميجا وات ساعة سنوياً، وذلك وفقاً لمعدلات التزام العاملين في المستودع بالإجراءات والمعايير المقترحة وتبعاً لحجم الفعاليات والأنشطة في المستودع. وسوف يؤدي ذلك إلى توفير ما يقارب من 450 ميغا واط ساعة سنوياً، كما ستؤدي أيضا عمليات التطوير إلى اقتطاع ما يصل إلى 835 طناً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون خلال السنوات الخمس القادمة، أي بمقدار 167 طناً للسنة الواحدة.

وشملت أعمال التطوير تركيب نظم ضوئية حديثة، ومعدات رصد الطاقة وتركيب مصابيح ضوئية تعمل بالطاقة الشمسية إلى جانب التدريب العملي للموظفين. ويشار إلى أن شركة باسيفيك كنترول، التي تتولى إطلاق العديد من مبادرات التنمية المستدامة، قد قامت بإمداد نظام رصد الطاقة الجديد لبوابة الشحن 5 بمعدات القياس وتقنية استضافة شبكات الانترنت.

وتم إسناد مهمة تطوير وتحديث بوابة الشحن 5 الكائنة في قرية دناتا للشحن إلى شركة دي اتش إل، التي تمتلك خبرات واسعة في هذا المجال على المستوى العالم. وتُعد دي اتش إل إحدى الشركات القلائل التي تتعامل مع كل مهمة تسند إليها على حدة حيث تأخذ المهمة بالبحث والتمعن والتفحص من كافة الزاويا بهدف تحقيق الاستفادة القصوى منها.