ضجّ الاسبوع الماضي بموضوع علمي تناول خلق أول خلية اصطناعية في المختبر ونجح العلماء في خلق حياة اصطناعية في أنبوبة اختبار، في تطوّر يعد بتحقيق تغيير جذري في التكنولوجيا الحيوية. ويمكن لهذا الانجاز أن يفتح الباب للعلماء لخلق أشكال جديدة من الحياة قادرة على برمجتها جينيًا لتنفيذ مجموعة متنوعة وواسعة من الوظائف مثل إنتاج الوقود الخالي من الكربون أو إنجاز لقاحات مصنّعة وتوفير أشكال جديدة من الطعام والماء النقي الصالح للشرب.

بيروت: أثارت الدراسة مخاوف من إمكانية سقوط التكنولوجيا بيد أطراف تسيء استعمالها مثل تحويلها إلى أسلحة بيولوجية. وقاد الفريق الباحث كريغ فنتر الذي سبق له أن لعب دورًا مهمًا في فك الجينوم البشري، وتناولت ايلاف هذا الانجاز في استفتائها الاسبوعي وسألت القراء كيف ينظرون الى هذه الابحاث، فاجاب معظمهم انها خطوة جبارة من اجل البشرية وجاءت نتيجة التصويت على النحو التالي: مجموع من صوت بلغ:7577 صوتًا، واعتبر 4687 من المصوتين انها خطوة جبارة من اجل البشرية اي ما نسبته 61,86%، اما 1978 منهم اعتبروا انها كفر وتجاوز للأديان اي ما نسبته 26,11%، و912 لم يكن لهم اي موقف بما نسبته 12,04%.

إلى ذلك، يقول الدكتور جاك مخباط ( اختصاصي الامراض الجرثومية) لإيلاف إن خلق خلية اصطناعية في المختبر يكون من خلال اخذ الحمض النووي وتصنيعه في المختبر كيماويًا، اما هل نستطيع ان نصنِّع منها خلية كاملة وان تعمل بشكل مستقل فهذه تحتاج الى دراسات، اما هل سيقود هذا الخلق الى ثورة في العلوم الطبية؟ فيجيب:quot;ما عرفه العلم قبل ذلك هو الاستنساخ والفرق بينهما ان هذا الاخير يقوم على اخذ خلية حية ونقوم بخلق شبيهة لها، اما خلق خلية كاملة وتستطيع ان تحيا فهو امر ثوري علميًا ودينيًا ايضًا، ويتابع ان هذا الانجاز لن يؤدي الى نهاية كل المشاكل المرضية التي تصادف الانسان لاننا سنصل الى مشاكل اخرى لسبب بسيط لانه ناجم بالاساسعن طوق الانسان الى الخلود، والى رفض الموت، وخلق الحياة، لذلك قد يزيد ذلك عدد الناس على الكرة الارضية، وذلك قد يؤدي الى ايجاد طريقة اضافية لتصنيع المأكولات والطعام، وهذه الطرق ستكون اصطناعية، من خلال مواد حافظة وكيميائية، وقد ينجم عنه مشاكل صحّية وخلقية، برأيي ما نشاهده اليوم تزايد في عالم الحساسية، والسرطانات، ولا اعرف اذا كانت زيادة مدة حياة الانسان اذا كانت بسعر حقها زيادة السرطان والعلاجات الاخرى قد تحرز للقيام بها.

اما هل يرى ان الاكتشافات الطبية كلها التي نسمع عنها هي لخدمة الانسان ام قد تنقلب عليه؟ فيجيب:quot;العلم اذا استعمل بطريقة صالحة وواعية لا شك انه ينفع الانسان، فمثلا القنبلة الذرية اذا استعملت للبحوث للصعود الى القمر فهذا امر جيد اما اذا استعملت كقنبلة فالامر كارثي، اما كاختراع علمي خلق خلية اصطناعية في المختبر هل يؤيده؟ فيقول اذا استعمل برادع اخلاقي انا معه ويجب ان يستعمل لمصلحة الانسان الصحية من خلال علاج السرطان وتحسين الاداء الطبي، اما اذا ادت الى استعمال سيئ فانا ضده.

آراء دينية
معظم الشيوخ والرهبان الذين استفت ايلاف آراءهم طلبوا التريث في اعطاء حكمهم على الموضوع بانتظار تبلور الاكتشاف الطبي والى ماذا سيهدف في المستقبل ويقول الشيخ محمد عسيران لإيلاف إن الاسلام سيتريث قبل الحكم على الموضوع ويريد دراسته بتعمق ودراسة اهدافه وتساءل هل تم خلق خلية بروح؟ ام تم خلق خلية اصطناعية فقط، ورأى فرقًا كبيرًا بين الاستنساخ وبين خلق خلية اصطناعية.

اما الراهب شربل شلالا المسؤول عن الامور الدينية في مجال اخلاقية البيولوجيا فيقول لإيلاف انه اطلع على الاكتشاف الحديث ويتريث قبل إعطاء موقف الكنيسة من الموضوع، والكنيسة لا مشكلة لها في ذلك شرط ألا يؤثر الامرفي حياة الانسان والا يكون هناك تغيير بتركيبة الانسان الجينية، وهذا بالمطلق ويجب التدقيق اكثر بالاكتشاف، ويتساءل هل يا ترى هذا الاكتشاف يؤثرفي تركيبة الانسان الجينية، ام فقط يساعده مرضيًا، ويقول ان العلاجات الجينية اليوم تساعد الانسان، لكن يجب ألا تغير في تركيبته من جيل الى آخر، او تؤدي الى تشويهه، من خلال تركيبته الجينية الجنسية والجسدية.