يُرجع خبير فلكي جزائري موجة الحرّ الاستثنائية التي تشهدها الجزائر خلال الأيام الأخيرة إلى تبعات الدورة الشمسية الجديدة ونشاطها النووي الذي قد يستمر على مدار الخمس سنوات المقبلة.

كامل الشيرازي من الجزائر: في تصريحات خاصة بـquot;إيلافquot;، يركّز الخبير الجزائري الدكتور لوط بوناطيرو على أنّ موجة الحرّ في بلاده أمر منتظر، اعتبارا للدورة الشمسية الجديدة التي انطلقت العام الحالي، ويشرح بوناطيرو أنّ الشمس لها نفحات ودورات قصيرة وأخرى طويلة المدى بحسب النشاط النووي للشمس الذي قد تمتد إلى حدود الخمسمائة والألف سنة، مثلما قد ينحصر في فترة لا تتجاوز الأحد عشر سنة، التي نعيشها حاليا.

ويذهب د/ لوط بوناطيرو المختص في علم الفلك وتقنيات الفضاء، إلى نفي ما يُشاع بأنّ ما يحدث ناجم عن تغيرات المناخ، بل تفسّر بتغيرات الفلك، ملاحظا أنّه مع انطلاق العام 2010، ازداد النشاط النووي للشمس ودشّن بذلك دورة جديدة بعد خمس سنوات من انخفاض النشاط الشمسي، لكنّ محدثنا يتوقع أن تكون الدورة الشمسية بطيئة وستستمر على المنوال ذاته إلى غاية سنة 2014.

ويقدّر بوناطيرو، أنّه ما دمنا في بداية جديدة للنشاط الشمسي، فمن الطبيعي أن تزداد الحرارة، وفي سياق مشابه، يشير الدكتور أنّ موسم الصيف في الجزائر لهذا العام، سيكون مشابها لصيف سنة 2003، متوقعا أن يكون صيف 2014 أشد حرارة، مضيفا:quot;الجزائر ذاهبة إلى الجفاف لكن ببطئ، بعد مرورها بست سنوات من البرودة البطيئة وما صاحبها من امتلاء السدود بنسبة فاقت الــ75 بالمائةquot;.

ويلفت بوناطيرو إلى أنّ الشمس ستصنع (احترارا) أكبر لكامل المجموعة الشمسية وعلى وجه الخصوص الكوكب الأرضي، مستطردا:quot;مثلما امتدّ فصل الشتاء في الجزائر إلى غاية شهر يونيو/حزيران من العام الجاري، فإنّ ذلك سيؤدي أيضا لامتداد فصل الصيف إلى شهر أكتوبر/ تشرين الأول القادم.

وفيما يشدّد الأكاديمي الجزائري مجددا على التأكيد بأنّ الأمر يتعلق بدورات فلكية وليس مناخية، يذهب إلى حصر مجموعة انعكاسات لموجة الحرّ الحالية في الجزائر، وهي ستطال بمنظوره الطبيعة، من جانب اندلاع حرائق الغابات بشكل مكثف، ليس في الجزائر فقط، بل في مجموع الدول والمناطق الساخنة.

وبشأن الأيام الصمائم الممتدة بين 24 يوليو/تموز و31 أغسطس/آب من كل عام، يعتبر بوناطيرو أنّها ستقترن برياح السيروكو الحارة، في وقت سيكون النشاط الشمسي ثابتا ومعدلات الحرارة غير مرشحة لأي قفزات، لكن يتوجب التزام الحيطة والحذر، وتجنب البقاء تحت أشعة الشمس في أوقات الصباح والزوال، لا سيما بالنسبة للشرائح الهشة كالرضع والشيوخ والعواجيز، وينصح الفلكي الجزائري بتناول المياه بكثرة، على نحو يُقلل من أضرار الحرارة.

من جانبها، توضح quot;هوارية بن رقطةquot; المختصة بعلوم المناخ، أنّ موجة الحرّ التي تغلّف الجزائر حاليا، راجعة إلى ضغط جوي مرتفع متمركز في حوض البحر الأبيض المتوسط ناتج عن تيارات جنوبية- شرقية محملة بهواء جد حار قادم من المناطق الصحراوية نحو المناطق الداخلية والساحلية للوطن.

وترى الأستاذة بن رقطة في تصريح خاص بـquot;إيلافquot; أنّ هذه الكتلة من الهواء الحار، تسببت في تسجيل ما بين 40 إلى 44 درجة بعديد المناطق، وبدرجات أقل في المدن الساحلية بسبب استفادتها من هبوب نسيم البحر، ملفتة إلى أنّ نسبة الرطوبة مرتفعة بالمناطق الساحلية، حيث قدرت بحوالي 65 بالمائة، في حين بلغت 35 بالمائة في المناطق الداخلية.

يُشار إلى أنّ موجة الحرّ المتواصلة في الجزائر تغطي على الجزائر العاصمة و9 مدن كبرى هي: سيدي بلعباس ndash; سعيدة ndash; معسكر ndash; غليزان ndash; تيسمسيلت ndash; تلمسان - عين تيموشنت ndash; الشلف - عين الدفلى وسط البلاد، وهي المناطق الأكثر المناطق تأثرا بدرجات الحرارة، فضلا عن المناطق الصحراوية الواقعة جنوبي الجزائر وكذا الولايات القريبة من الصحراء.
ووصلت درجة الحرارة في بعض المدن الجزائرية إلى معدلات قياسية، ولامست حدود 47 درجة في منطقة الظلّ، على منوال ما هو حاصل في منطقة عين صالح الجنوبية التي كانت على موعد في الثاني أغسطس/آب 2002 مع ظاهرة حرارية فاقت الـ62 درجة آنذاك.

وتترقب مصالح الأرصاد الجوية في الجزائر، أن تستمر موجة الحرّ إلى غاية نهاية الأسبوع الجاري، لتعود درجات الحرارة للانخفاض حسب المعدل الشهري ابتداء من بداية الأسبوع القادم، بحيث تستقر في حدود الـ 25 درجة على السواحل و29 درجة بالمناطق الداخلية، وفيما يتعلق بالرياح فإنها ستكون شمالية-شرقية تتراوح ما بين 30 و40 عقدة مع تسجيل بحر قليل الاضطراب وضباب ينقشع في الصبيحة.