القت السلطات المصرية مؤخرا القبض على سفينة صيد يمنية تحمل أسماك قرش مهددة بالانقراض. ليفتح باب الصيد الجائر والحيوانات المهددة بالانقراض نتيجة هذا الصيد.
ومن المعروف أن الكرة الأرضية تفقد نهائيا كل يوم نوعا من الكائنات الحية. ويعتبر الانسان هو السبب المباشر وراء هذه المشكلة.

فتحي الشيخ من القاهرة: على الرغم من إعلان العديد من المحميات في الوطن العربي ككل إلا أن هناك العديد من الانتهاكات التي تتم وتهدد العديد من الأحياء ويكشف تقرير الاتحاد العربي للحياة البرية عن ان أولى الدول العربية في عدد الكائنات المهددة بالانقراض بها، هي اليمن، حيث يوجد بها 323 نوع مهدد بالانقراض يليها الصومال ب 230 نوع ثم المغرب ب 188 نوع وتأتي في المركز العشرين والاخير فلسطين ب 19 نوع وتحتل مصر المركز السادس و يهدد فيها 145 نوع بالانقراض نتيجة اسباب مختلفة أهمها الصيد الجائر، الذي ينقسم إلى بحري ويهدد 25 نوع من اسماك القرش أشهرها قرش المرجان والقرش أسود الزعانف وأبيض الزعانف والمرجان وغيرهم إلى جانب مجموعة من الأسماك النادرة خاصة في منطقة البحر الاحمر و عدة أنواع من السلاحف البحرية. اما البري ياتي تهديده على مجموعة من الطيور النادرة سواء الموجودة في مصر او التي تمر بها أثناء الهجرة، وكذلك أنواع الغزال والمهاة والارانب البرية الموجودة في الصحاري المصرية.

عمليات الصيد الجائر خاصة البحرية منها يراها الدكتور وحيد سلامة رئيس قطاع محميات البحر الأحمرrlm; بمصر الأخطر لانها منظمة بشكل كبير مم يشي بان ورائها مافيا وهو ما يشرح أسبابه قائلا :quot; العملية الأخيرة التي ظبط فيها 71 قرش وصل وزنهم إلى عشرين طن ولم يكن معهم أي أنواع أسماك أخري يؤكد هذه الشكوك أيضا انه منذ فترة بسيطة ظبطت مراكب تستخدم لصيد أسماك من أنواع نادرة في محمية راس محمد بخليج العقبة مثل الدلافين والسلاحف البحرية وعروس البحر وهو حيوان نادر في العالم إلى جانب نفوق أنواع من الأسماك النادرة مثل سمكة نابليون النادرة جدا والتي لا يوجد منها أكثر من 30 سمكة فى خليج العقبة ويزيد عمرها عن 40 سنة.

و حذر سلامة من أثر الصيد الجائر لانه تسبب في زيادة نجوم البحر الشوكية التي تتغذي عليها هذه الانواع مما يحدث خلل في التوازن البيئي وتبلغ أعداد نجوم البحر حاليا 200 آلف نجمة تقريبا وهي أسماك رخوة تدمر البيئة البحرية وبالتالي النظام البيئي.

يمتد نشاط الصيد الجائر في مصر من البحر للبر كما يؤكد المهندس ياسر عبد الغني رئيس الجمعية المصرية لحماية الحياة البرية قائلا بعض أوجه هذا النشاط مرتبط بعدم الوعي من ناحية وبالثقافة الموجودة من جهة أخري حيث يقوم مثلا الصيادين الذين يحضروا من الدول الخليجية غالبا بصيد طائر الحباري معتقدين انه مقو عام للرجال فضلا عن مذاقه اللذيذ، أيضا السلحفاء البحريةquot; الترسةquot; يوجد سكان بعض المحافظات الساحلية التي يعتقد انها تعالج العقم عند السيدات عند شرب دمها.

الى جانب ذلك ان وجود الصحاري الممتدة خلق بيئة مثالية للصيد خاصة في صحاري سيناء والوحات العديدة المنتشرة في الصحراء الغربية، أيضا المقابل المادي الذي يحصل عليه منظمي الرحلة المصريين جعل الكثير يعمل بهذا النشاط وهناك عائلات متخصصة في تنظيم هذا النوع من الرحلات وتحضير الوسائل المساعدة مثل تدريب الصقور على عمليات القنص، إلى جانب القوانين الرخوة، والتي جعلت مصر قبلة للصيادين من دول المنطقة والتخلي عن الذهاب إلى دول أخري كان يتم الصيد بها سابقا مثل المغرب.

الدكتور حسن رجب أستاذ علم الحيوان بجامعة الزقازيق يري ان قوانين حماية التنوع الحيواني في مصر ينقصها التطبيق و هي بذلك مازالت غير جادة، و انه يجب أن تهتم بها جميع الجهات وذلك لنقص الوعي البيئي لدي الشعب المصري ويجب تحويل القرارات لأفعال مؤثرة فعلا.

وهذا ما تختلف معه الدكتورة وفاء عامر رئيس قطاع حماية البيئة بوزارة البيئة المصرية قائلة : الدولة لديها توجه قوي في الحفاظ على التنوع البيئي ويظهر ذلك في وصول عدد المحميات إلى 27 محميةتمثل كافة الاقاليم البيئية تغطي 14 % من مساحة مصر، والتي تمثل بدورها أداة رئيسية تستخدم عالميا من أجل حماية الكائنات الحية خاصة المهددة منها بالانقراض و حتى تكون بمثابة حاجز و مأوى يحمي تلك الكائنات.

الدولة في مصر تخطط لزيادة عدد هذه المحميات بحلول عام 2017 ليغطي 18 % من مساحة الاراضي المصرية.

وتري عامر ان المشكلة الحقيقية التي تقابل الوزارة هو قلة الوعي البيئي وصعوبة مراقبة تلك المساحات الشاسعة من المحميات الطبيعية، ولكن الحل ليس صعب كما تؤكد عامر وهو تشديد الرقابة على منافذ الدخول والخروج لمصر سواء الجوية او بحرية او برية وتشديد العقوبة على الصائدين المخالفين وكذلك على المعاونين لهم لتكون رادعة لهم.