طلال سلامة من برن (سويسرا): بعد دراسة دامت أكثر من عشر سنوات، كشف باحثون إيطاليون، في المعهد الوطني للبحوث السرطانية quot;ريدجينا ايليناquot;، بروما، عن استراتيجية جديدة لمحاربة السرطانات، المقاومة لكافة العلاجات الكيميائية. تتمحور الاستراتيجية الجديدة حول اسكات بروتين، أطلق عليه اسم (Che-1)، وهو يساعد الخلايا السرطانية على مقاومة أدوية العلاجات الكيميائية، بنجاح.

ويشرف البروتين (Che-1) على تنظيم دورة حياة البروتين quot;بي 53quot; (p53)، وهو البروتين الحارس لخلايا الجسم. ولدى إصابة الحمض النووي بخلل ما، يعمل البروتين (Che-1) سواء على اصلاحه أو على تنشيط عملية الموت الخلوي المبرمج، في حال لم ينجح في تصليح الخلل. في العديد من السرطانات، نجد البروتين quot;بي 53quot; في نسخته المشوهة(المريضة)، المعروفة باسم quot;ام تي بي 53quot; (mtp53) وهو بساعد على تكاثر الخلايا السرطانية، ما يجعلها غير حساسة للأدوية والعلاجات الكيميائية.

وأكدت نتائج البحث بأن اخماد البروتين (Che-1) يعمل على تعطيل البروتين quot;ام تي بي 53quot;. ما يجعل الخلايا السرطانية غير قادرة على مقاومة مفعول الأدوية وبذلك يتراجع حجم كتلة الورم الخبيث.

ويمارس البروتين (Che-1) دورين داخل الخلايا السليمة، يعمل على تنشيط الجين(البروتين) quot;بي 53quot;. أما داخل الخلايا السرطانية، فانه يعمل على تنشيط النسخة المشوهة من هذا البروتين، أي quot;ام تي بي 53quot;. وفي غياب البروتين (Che-1)، لا يتم التعبير عن النسخة المشوهة من بروتين quot;بي 53quot;. هكذا، تنشط في الخلايا المريضة(السرطانية) آليات ومسارات بديلة، لتصليح الخلل الذي أصابها. وهذا من شأنه وقف تقدم السرطان، لا بل تراجع الكتلة السرطانية، تدريجياً. وسيكون إخماد تصنيع البروتين (Che-1)، بالجسم هدفاً لأدوية، من الجيل الجديد، قادرة على قتل السرطانات الشرسة، والمقاومة للأدوية، في العمق.