توصلت جمعيات خيرية إلى اتفاق مع شركات صنع العقاقير لتجريب أدوية لم تنزل بعد إلى الأسواق.

لندن: دفع هذا الاتفاق المصابين بالسرطان في مراحله الأخيرة قدرا من الأمل في نفوسهم كجزء من مشروع ريادي لاستخراج أدوية ما زالت في خزانات شركات الأدوية، فقطاع صناعة الأدوية له مئات من العقاقير الموضوعة على رفوف شركاته من دون أن يرى الكثير منها ضوء النهار.

وكان بول واتكينس، 43 سنة، المصاب بأورام غير قابلة للشفاء في العديد من أعضائه، أول من استفاد من هذا الاتفاق الذي توصلت إليه جمعية خيرية بريطانية متخصصة بمساعدة المصابين بالسرطان حيث تم استخدام بعض من هذا العقاقير التي يمكنها أن تصبح شعبية جدا لاحقا.

ووفق هذا الاتفاق تمكنت جمعية quot;بحوث السرطان في المملكة المتحدةquot; من استعارة عقار واعد من شركة quot;غلاكسو سميث كلاينquot; كانت الأخيرة قد ركنته جانبا للتركيز على عقار أكثر ربحية. وأنفقت هذه الجمعية الخيرية مليوني جنيه استرليني على تجارب بشرية هي الأولى من نوعها لمعرفة المدى الذي تتمع به العقاقير من سلامة وفعالية لمعالجة مرضى فشلت كل الطرق العلاجية الأخرى في تحسين أوضاعهم الصحية. ويمكن لهذا المشروع الابتكاري أن يقود إلى معالجة آلاف المصابين بالسرطان خلال العشر سنوات القادمة.

وقال نايجل بلاكبيرن مدير مكتب تطوير الأدوية في جمعية quot;بحوث السرطان في المملكة المتحدةquot; لمراسل صحيفة الاندبندنت اللندنية إن quot;اختيار أي مادة عقارية لأخذها في الاختبارات هو فن وعلم في آن واحد وشركات العقاقير لا تحقق ذلك دائما بشكل صحيح.

لذلك فإن هناك مركبات جالسة في رفوف الشركة قابلة لأن تكون عقاقير جديدة. ونحن سنغامر بشكل أكبر لتحسين خيارات العلاج من أمراض السرطان مثل أولئك المصابين بسرطان البنكرياس والرئة من دون تحقيق أرباح لأصحاب الأسهم في شركات العقاقير. نحن نريد تجريب الأدوية وإلا فإن ذلك لن يحدثquot;.

وجاءت نجاة واتكينز تحديا لكل التوقعات بعد فشل عدة دورات من العلاج الكيماوي لمنع انتشار نوع نادر من سرطان الكلية الذي تم تشخيصه في شهر مايو(مايس) 2008 ثم انتقل إلى معدته ورئتيه وصدره وعموده الفقري وجهازه الليمفاوي.

وحينما سئل واتكينز إن كان يرغب في اختبار العقار وافق فورا على الرغم من الأعراض الثانوية التي لحقت بسبب علاجات كيماوية قدمت إليه مبكرا مثل فقدان السمع بشكل دائم ودمار بعض الأعصاب في وجهه.

وقال واتكينز الساكن في بلدة ويكفيلد بمقاطعة ويست يوركشاير بإنجلترا: quot;أنا لست مستعدا للموت بعد وهذه هي آخر فرصة لي. لذلك كنت على استعداد للتوقيع على 10 ملايين تنازل كي يسمحوا لي بالاستمرار مع العقار بغض النظر عن حجم الجرعات لمعرفة ما إذا كانت فعالة. أنا أعرف أنه ليس هناك علاج معجزة لكن إذا أوقف انتشار السرطان فأنا لا أبالي إذا كانت هناك أعراض جانبية فهو سيكون ثمنا يستحق دفعهquot;.