طلال سلامة من برن (سويسرا): ان العلاج الكيميائي الكهربائي (Electroporation) تقنية، انتقلت من عمليات التجميل الى حقل البحوث السرطانية، تتمحور حول فتح ثقوب في غشاء الخلية بهدف ادخال الحمض النووي أم مواد صيدلانية متنوعة اليها. بعد اختبارها لمعالجة سرطان الجلد(ميلانوما)، تتركز أنشطة الباحثين الايطاليين، في مستشفى quot;ريتسوليquot; في مدينة بولونيا، على استعمالها لمعالجة الانبثاثات السرطانية العظمية الناجمة عن تعرض المريض لسرطان الجلد، في مرحلة متقدمة.

على صعيد كيفية عمل هذه التقنية، فانها عبارة عن شحنة كهربائية قصيرة، لا تسبب أي وجع للمريض. أما الالكترودات التي يتم توصيلها الى الأنسجة المريضة فهي تعمل على انتاج حقول كهربائية تقوم بفتح عدة ثقوب، في الغشاء الخلوي، بهدف تسريع وتسهيل وصول الأدوية الكيميائية الى الخلايا السرطانية. بالنسبة للمرضى، فان هذه التقنية تجلب معها منفعتين رئيسيتين. اذ ان فاعلية العلاج ترتفع(يزداد عدد الخلايا السرطانية التي تنجح الأدوية في قتلها)، من جهة، في حين لا تتضعضع البنية العظمية، من جهة ثانية. ما يعني أن العظم، الذي تم استئصال كتلة الورم السرطانية منه، يتمكن من النمو ثانية بصورة سليمة.عادة، تترك الجراحة التقليدية آثاراً سلبية لها على صلابة العظم، عقب معالجة الانبثاث السرطاني داخلها، ما يحض الجراح على اجراء عملية ثانية يتم من خلالها استعمال حقن الاسمنت لتقوية الهيكل العظمي.

ويستهدف الجهاز الجديد، الذي يصدر عنه المجالات الكهربائية، الأنسجة العظمية فقط، من دون المس بتلك العضلية أم العصبية أم الوعائية الدموية.

في أوروبا، ثمة أكثر من مليون مريض يصابون سنوياً بالانبثاثات السرطانية العظمية، القاتلة أم غير القابلة للاستئصال جراحياً. لذلك، فان العلاج الكيميائي الكهربائي سيفتح فرصاً علاجية جديدة أمامهم. ومن المتوقع استخدام هذه التقنية، لاحقاً، لعلاج السرطانات الصعبة، كما سرطان الكبد أم البنكرياس.