أكدت دراسة حديثة ان الهواتف المحمولة لا تصيب الانسان بسرطان الدماغ.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: بينما كان يُعتقد أن استخدام الهاتف الجوال يتسبب على المدى البعيد في الإصابة بسرطان الدماغ، لم تعثر دراسة حديثة تعتبر هي الأضخم والأكثر تفصيلا ً حتى الآن في ما يتعلق بالمخاطر الصحيّة للهواتف المحمولة على علاقة بين الهواتف الجوالة وسرطان الدماغ، رغم قول العلماء إنهم مازالوا غير قادرين على الإدلاء بتأكيدات قاطعة على أنه لا توجد مخاطر مرتبطة باستخدام الأجهزة على مدار فترات زمنية طويلة.

وتشير صحيفة الاندبندنت البريطانية إلى أن ما يزيد عن عشرة آلاف شخص من ثلاثة عشر دولة قد شاركوا في تلك الدراسة، التي أجرت مقارنة بين استخدام الهاتف المحمول لدى الأشخاص المصابين بسرطان الدماغ مع أشخاص آخرين أصحاء. ولم يجد الباحثون أي زيادة في أخطار الإصابة بأي من نوعي سرطان الدماغ ndash; بل اكتشفوا انخفاضًا طفيفًا في خطر الإصابة بالسرطان لدى مستخدمي الهواتف المحمولة.

وقال القائمون على تلك الدراسة التي أجريت عبر الهاتف، وقامت بتنسيقها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، إنه قد كانت هناك قيود شديدة بشأن ما يمكن للبحث أن يقوله عن أخطار الإصابة بالسرطان. وقد رفضوا، نتيجة لذلك، أن يجيزوا بشكل واضح استخدام الهاتف المحمول من الناحية الصحية، رغم عدم تمكنهم من الخلوص إلى أي أدلة تشير إلى أن الأجهزة من الممكن أن تتسبب في الإصابة بسرطان الدماغ.

وتنقل الصحيفة في هذا السياق عن البروفيسور أنطوني سويردلو، من معهد أبحاث السرطان في بريطانيا، وهو أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، قوله :quot; يستحيل القول إنه لا توجد أخطار أيًا كان نوعها، لكن الدراسة لم تظهر زيادة في أخطار الإصابة بأورام الدماغ، ولم تظهر بالتأكيد أن الهواتف المحمولة تصيب بأورام الدماغquot;.

وتابع في الإطار ذاته بالقول :quot; إن توازن الأدلة الذي لمسناه في تلك الدراسة، وفي البحوث العلمية الموجودة مسبقًا، لم يشر إلى وجود علاقة سببية بين استخدام الهاتف المحمول وخطر الإصابة بأورام الدماغ. كما أن مدة استخدام الهاتف التي نمتلك بشأنها أدلة تعتبر محدودة في الوقت الراهن، ولدينا بالفعل معلومات عن استخدام الهواتف المحمولة لمدة تزيد عن خمسة عشر عامًاquot;. وقد قام الباحثون في تلك الدراسة، التي جمّعت بيانات من عدد من الدراسات الصغيرة في كل من الثلاثة عشر دولة، بمقارنة استخدام الهاتف المحمول لدى نحو خمسة آلاف مريض مصاب بسرطان الدماغ تتراوح أعمارهم ما بين 30 و 59 عامًا وكانوا يعانون إما من quot;الورم الدبقيquot; أو من quot;الورم السحائيquot; باستخدام الهاتف المحمول لدى عدد مشابه من البالغين الأصحاء، بينما لم تتم الاستعانة بأطفال في تلك الدراسة.

وقد ارتكزوا في جهدهم البحثي هذا على مقابلات مع مشاركين، لتقييم عدد المرات التي استخدموا فيها هواتفهم النقالة على مدار مدة تزيد عن عشرة أعوام فيما مضى. ويعتقد العلماء أن استخدام الهاتف المحمول بتلك المستويات المرتفعة ( كما تبين لهم من خلال تأكيدات بعض المرضى المصابين بالسرطان على أنهم كانوا يستخدمون هواتفهم لأكثر من 12 ساعة يوميًا طوال أيام العام ) أمرًا من غير المرجح حدوثه، وأشاروا إلى أن ذكريات بعض المرضى ربما قد تأثرت بحالتهم الطبية.

وحين نظر الباحثون إلى الاستخدام التراكمي للهواتف المحمولة، فشلوا في الكشف عن أي زيادة تدريجية في مخاطر الإصابة بالسرطان، التي عادة ً ما توجد إذا ما كانت هناك علاقة سبب وتأثير. ومع هذا، فإنهم لم يجدوا زيادة كبيرة من الناحية الإحصائية في أخطار الإصابة بالورم الدبقي لدى أكثر 10 % من الأشخاص الذين يستخدمون المحمول بشكل كبير. وقالت باتريسيا ماكيني من جامعة ليدز، الباحثة البارزة الأخرى في الدراسة التي تم نشرها بالمجلة الدولية لعلم الأوبئة :quot; بشكل عام، لم يُظهر هذا البحث أدلة على زيادة أخطار الإصابة بالورم الدبقي أو الورم السحائي في الدماغ كنتيجة لاستخدام الهاتف المحمول. وهذا ما يتماشى مع الدراسات البيولوجية المنشورة، التي لم تخلص لأي تأثير بسبب التعرض للإشعاع من الهواتف المحمولة على المستوى الخلوي، ولم تعثر على آلية يمكن أن ينتج عنها الإصابة السرطانquot;.

وفي النهاية، تلفت الصحيفة إلى أن الموجات الصوتية التي تنتج عن الهواتف المحمولة غير مؤذية، على عكس أشعة إكس المؤينة المعروف أنها تتسبب في الإصابة بالسرطان. كما أن تلك الموجات ليست قوية بالصورة الكافية لائتلاف جزيئات الحمض النووي، على عكس الأشعة فوق البنفسجية المعروفة عنها أيضًا تسببها في الإصابة بمرض السرطان. ولهذا السبب لا توجد آلية معروفة وفقًا لأي إشعاع من إشعاعات الهواتف المحمولة التي يمكنها التسبب في الإصابة بأورام الدماغ. ويقول البروفيسور سويردلو في الختام :quot; إن نتائج دراستنا لم تشر من قريب إلى وجود علاقة سببية ( بين المحمول وخطر الإصابة). ولم تُظهر زيادة في خطر الإصابة بأورام الدماغ، ولم تبين بالتأكيد أن الهواتف المحمولة من الممكن أن تتسبب في الإصابة بأورام الدماغquot;.