يتمّ العمل اليوم على استخراج خلايا جذعية من داخل مخ العظام ستعالج مرض تصلب الاعصاب المتعدد في المستقبل، وبدأ عدد من العلماء البريطانيين بتنفيذ تجارب للمرة الأولى باتباع هذه الطريقة وثبت أنها ذات فاعلية واضحة.

لؤي محمد: من المتوقع أن يستفيد آلاف المصابين بمرض تصلب الأعصاب المتعدد من معالجة جذرية وذلك من خلال حقنهم بخلايا جذعية تؤخذ من مخ عظامهم. وكان الباحثون على قناعة منذ زمن طويل بأن الخلايا الجذعية قادرة على إيقاف بل حتى قلب آثار المرض عن طريق ترقيع الأجزاء المعطلة للدماغ والنخاع الشوكي.

وحاليًّا بدأ عدد من العلماء البريطانيين بتنفيذ تجارب للمرة الأولى باتباع هذه الطريقة وثبت أنها ذات فاعلية واضحة. وقال البروفسور نيل سكولدينغ من جامعة بريستول والذي يرأس فريق البحث لمراسل صحيفة الديلي تلغراف اللندنية: quot;نحن تشجعنا كثيرا بفضل النتائج الأولية التي حققتها هذه الدراسة. نحن مقتنعون أن التحسن كان بفضل الخلايا الجذعية المنقولة من مخ العظام إلى الدم فهي التي ساعدت على تحسين أعراض المرض بعدة طرقquot;.

ويعتبر مرض تصلب الأعصاب المتعدد غير قابل للشفاء وإن عدد المصابين به في بريطانيا يصل إلى 85 ألف شخص وهو يهدد جهاز الأعصاب المركزي في الجسم تاركا الكثير من المصابين به عاجزين على الحركة من دون كراسي متحركة. ولأسباب غير معروفة يتحول جهاز المناعة يهاجم الخلايا العصبية ويدمرها. وقد أظهرت دراسات مخبرية سابقة أن الخلايا الجذعية قادرة على النمو لتصبح خلايا من نوع آخر وهي تتحرك عبر سريان الدم إلى الدماغ وتكون فاعلة في المناطق المعطوبة.

واستمرت التجربة مدة عام وهي الأولى من نوعها التي استخدم فيها خلايا جذعية مأخوذة من مخ عظام عدد من المصابين بمرض تصلب الأعصاب المتعدد، واشترك فيها ستة مرضى تتراوح أعمارهم ما بين 30 و60 سنة وتم خلالها استخدام سحب نحو نصف لتر من مخ العظام استخرج من أحواض المرضى.

وبعد تصفية المادة من الشحم والعظام للحصول على خلايا جذعية نقية تم زرقها إلى أذرعهم في اليوم ذاته. ولم يجد الباحثون أي أعراض جانبية لدى المرض نتيجة علاجهم بخلاياهم الجذعية وأن المرض استقر وهناك علامات على تحسن في فعالية الخلايا المعطوبة بسبب المرض.