طلال سلامة من برن (سويسرا): انها فرشاة نانوتكنولوجية لتشخيص سرطان جوف الفم بصورة مبكرة! ويكفي حف هذه الفرشاة قليلاً على الجرح المشتبه به، على اللسان أم الخدود من الداخل، لمعرفة ان كان الشخص مصاب بهذا السرطان أم بورم محتمل الخباثة، في دقائق معدودة فقط. هذا ما يفيدنا به الباحثون الأميركيون في عدة جامعات، ومن ضمنها جامعة quot;رايس يونيفرسيتيquot; ومعهد quot;أندرسون ام ديquot; للبحوث السرطانية. كما يعتبر هؤلاء الباحثون الفرشاة الجديدة وسيلة سريعة للتشخيص المبكر والفاعل لكافة أنواع السرطانات التي تصيب جوف الفم والتي تستهدف سنوياً ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص بسويسرا وحدها. في ما يتعلق بنسبة الوفيات من سرطان جوف الفم فانها ما زالت عالية بسبب التشخيص المتأخر له.

وتحتوي هذه الفرشاة على رقاقة الكترونية، نانومترية بيولوجية، قادرة على التمييز بين الورم الخبيث وذلك المحتمل أن يتحول الى خبيث. وتنفذ الفرشاة مهمتها بنفس دقة الفحوص التقليدية. على عكس الأخيرة، التي تعتمد على أخذ خزعة من الفم، فان هذه الفرشاة ينبغي تمريرها(حفها) لبضع ثوان على الجرح أم الخدش، داخل الفم. كما يوجد نسخة من هذه الفرشاة، قيد التطوير، تنجح في التمييز بين الأورام محتملة الخباثة وتلك التي لا تتحول أبداً الى سرطان.

في الحقيقة، فان تقنية التشخيص الجديدة، محدودة التدخل الجراحي، تخول أي مختبر، مستعد على اعتناقها، الجزم ان كان الشخص مصاب أم لا بسرطان جوف الفم، ضمن 15 دقيقة فقط! عادة، يقوم المشتبه اصابتهم بسرطان جوف الفم باجراء فحوص دورية، يتم من خلالها أخذ خزعة من أنسجة الفم، كل ستة شهور.أما الفرشاة التشخيصية الجديدة، المشابهة لفرشاة الأسنان، فهي تحلل الأنسجة العالقة عليها بصورة نهائية قبل أن تقوم بمقارنتها مع المؤشرات السرطانية.