طلال سلامة من برن (سويسرا): للمرة الأولى، أعطت منظمة الأطعمة والأدوية الأميركية، أي وزارة الصحة، الضوء الأخضر لتسويق لقاح مضاد لسرطان البروستات. ويعمل هذا اللقاح على تنشيط ردود جهاز المناعة بالجسم، بصورة دائمة، ضد سرطان البروستات. على عكس ما يتوافر من لقاحات مضادة لهذا النوع من السرطان، للآن، يرمي اللقاح الجديد، الذي أطلق عليه اسم quot;بروفندجquot; (Provenge)، الى معالجة المرض مباشرة. ما يعني أن لا دخل له في الوقاية منه أم استباق خطر الاصابة به.

وتشير المعطيات الخاصة بلقاح quot;بروفندجquot; الى أن الأخير قادر على تمديد حياة المرضى الرجال بمعدل أربعة شهور. كما أنه يُعطى للرجال الذين أصيبوا بانبثاثات سرطانية، أي أن خلايا سرطان البروستات انتقلت لتصيب أعضاء أخرى بالجسم، والذين لا يتجاوب جهاز المناعة بجسمهم، في الوقت عينه، مع العلاجات التقليدية المضادة لسرطان البروستات. وتقدر تكلفة العلاج عبر لقاح quot;بروفندجquot;، راهناً، بحوالي 100 ألف دولار تقريباً، لكل مريض.

أشرف على تطوير لقاح quot;بروفندجquot;، لسنوات طويلة، الباحثين الأميركيين في جامعة quot;ستانفوردquot; بتمويل من شركة (Dendreon). وتتمحور استراتيجية هذا اللقاح حول quot;تسليحquot; خلايا الدم البيضاء المحببة (Dendritic cells) ضد أنسجة سرطان البروستات. بيد أن مهمة عزل هذه الخلايا الدفاعية ما زالت صعبة جداً، على الباحثين بأميركا وأوروبا. لذلك، يتم تفضيل توليدها مخبرياً عن طريق أخذ عينة دم بسيطة من المريض. بعد ذلك، يتم حقن هذه الخلايا ببروتين الفوسفاتيز الحمضي البروستاتي ( prostatic acid phosphatase)، الذي يتميز به سرطان البروتستات، اضافة الى بروتين آخر قادر على حفز دفاعات الجسم. هكذا، نحصل على لقاح خلوي- بروتيني يتم حقنه بجسم المريض عبر ثلاث دفعات، كل أسبوعين اثنين.