طلال سلامة من برن (سويسرا): ثمة طريقة كيميائية-ستاتية جديدة خولت الباحثين، في جامعة هارفارد العريقة، تعقب تحولات فيروس الايدز التي تسمح له مقاومة الأدوية بشراسة. علماً أن فيروس الايدز أي نقص المناعة المكتسبة بالجسم، يتكاثر بسرعة ويتحور بسرعة، مماثلة ومستمرة، ما يجعل علاجه صعباً. بما أن جميع الأدوية، الموجودة في الأسواق للآن، تم هندستها لشل دائرة العدوى من الفيروس، فانها لا تصل الى أهدافها في أغلب الأوقات.

لفهم ما هي تلك التحولات الأهم، التي تسمح للفيروس مقاومة الأدوية، استعمل الباحثون الأميركيون طريقة استاتية ابداعية لتمييز تلك التي تتعاون فيما بينها مخولة بالتالي الفيروس الهرب من مفعول الأدوية. في المقام الأول، أخذ الباحثون بالاعتبار دواء، معروف باسم quot;ايندينافيرquot;، يستهدف بروتين فيروسي هو البروتياس (proteases). يلجأ فيروس الايدز الى هذا البروتين لبناء غلافه الخارجي(كابسيد) الذي يستخدمه لغزو خلايا الجسم السليمة. لدى المرضى الذين يتعاطون هذا الدواء، تم العثور على عشر تحولات، تطرأ على هذا البروتين. علاوة على ذلك، يفيدنا الباحثون أن هذه التحولات تتقيد بترتيب معين كي يتمكن فيروس الايدز، خلال مرحلة التكاثر، من مقاومة الأدوية.

تم اعادة اختبار هذه الطريقة الكيميائية الستاتية على دوائين آخرين، هما زيدوفودين ونيفيرابين(يمنع انتقال عدوى فيروس الايدز من الأم الى جنينها). مرة أخرى، أثبتت هذه الطريقة نجاحها في رسم تغيرات تطرأ على انزيم فيروسي(خارج البروتياس) يستهدفه الدوائين معاً!