رانيا تادرس من عمان: باتت الدراسات الرسمية تكشف مشاكل وخلل صحية منتشرة في المجتمع الاردني تجسد ان السياسات الصحية وبرامج التوعية ما تزال فاعليتها محددة للقضاء على المشاكل الصحية.
ولعل النتائج الاولية التي جاءت في تقرير مسح السكان والصحة الاسرية الصادر عن دائرة الاحصاءات العامة لعام 2009 ابرز مشكلة وهي فقر الدم التي وصلت نسبتها 34% للاطفال تحت سن الخامسة، وكذلك 26% للنساء.

وتضمن التقرير الذي لم تنشر تفاصيله كاملة ، الى جانب قضايا صحية اخرى على غرار الانجاب، وفيات الاطفال الرضع ،استعمال وسائل تنظيم الاسرة خلال شهر ايار/مايو .
ورغم اجراءات الحكومة لتحسين مستوى تغذية الاطفال لكن بيانات مسح السكان والصحة الاسرية لعام 2009 أظهرت ان مرض فقر الدم لدى الاطفال وصل نحو 34% من اطفال المملكة ويعاني واحد من كل ثلاثة اطفال من مرض فقر الدم.
وفي تفاصيل المسح يتحدث مساعد المديرالعام في دائرة الاحصاءات العامة فتحي نسور قائلاquot; ان نتائج المسح التي شملت كامل المحافظات (12محافظة) ،الى جانب البادية الاردنية تظهر ان هناك انخفاض في معدل فقر الدم مقاربة بنتائج المسوحات السابقة .
واشار الى ان الدراسة اخذت باعتبارها عوامل التغذية في كل منطقة والمؤثرات عليها على غرام النحافة ،او التقزم ، او نقص الوزن quot;.

ووفق الدراسة شهدت هذه المؤثرات انخفاض مقارنة مع عام 2002 quot;، ولوحظ وفق النسور ان نتائج المسح كشفت عن انه لايوجد حالات فقردم حادة ، وكذلك انخفاض معدل فقر الدم من الدرجة المتوسطة quot;.
وحول اكثر مناطق الاردن التي تشهد ارتفاعا لفقر الدم اظهرت الدراسات ان محافظات الشمال (اربد جرش وعجلون )والجنوب الكرك معان والطفلية تشهد انتشارًا لمرض فقر الدم بين النساء والاطفال .
الاسباب
وفق نسور تتمثل بعدم الحصول على تغذية صحية مناسبة رغم اجراءات وزاراة الصحة لافتًا الى ان كل الحالات التي درست وتبين من خلال الكشف انها تعاني من مرض فقر الدم تم تحويلها الى المراكز الصحية للعلاج quot;.

من جانبه، يقول مدير الرعاية الصحية في وزارة الصحة الدكتور عادل البلبيسي لـquot; ايلاف quot; ان النتائج الاولية لمسح السكان والصحة الاسرية يمكن اعتبارها ايجابية وشهدت انخفاضًا ملموسًا عن الاعوام السابقة quot;.
مضيفًا ان تسجيل المسح اظهر ان نسبة النساء اللواني لديهن مشكلة فقر دم 26% ، وكذلك الاطفال 34% تعد مقبولة، ولايمكن اعتبارها مشكلة صحية بحكم ان فقر الدم مدار الحديث هو من النوع العادي، وليس الحاد quot;.

ورغم اجراءات وزارة الصحية وبرامجها المطبقة منذ عام 2002 للتخفيف من مشكلة فقر الدم في ذاك الوقت بأضافة الفولك اسيد، والحديد الى الطحين يعتقد الدكتور البلبيسي انها ساهمت في حل مشكلة فقر الدم والتقليل منها حيث ان الوزارة ماضية في برامجها للمحافظة على صحة المواطن عبر اضافة مجموعة فتيامن ب كاملة للخبز quot;. معلنًا كذلك عن نية الوزارة باضافة فتيامن د خلال الفترة المقبلة للخبز لضمان التقليل قدر المستطاع من نقص الحديدquot;.

ولكن مادة الخبز تعد مادة غذائية اساسية في الاردن وان سعره منخفض خصوصًا النوع العادي لايتعدى نصف دولار للكليوغرام الواحد ، حيث ان استهلاك الفرد الاردني يوميًا من الخبز يصل نحو ربع كليو للشخص الواحد .

ولكن مشكلة فقر الدم ظهرت عند اطفال لا يتناولون الخبز ولايستفيدون من الاضافات الغذائية التي يتضمنها الخبز فما خيارات وزارة الصحة لحل هذه المشكلة، بهذا السياق يقول الدكتور البلبيسي ان quot; ان مراكز الامومة والطفولة جميعها في وزارة الصحة تقدم مختلف الفتيامات والمغذيات لهؤلاء الاطفال لضمان عدم اصابتهم بفقر الدم.

خبراء التغذية في الاردن يعتقدون ان علىالمواطن الاردني اعمتاد انماط غذائية صحية وتناول اغنية غنية بالحديد سواء كانت اللحوم الحمراء والاسماك، لكن حاليا في ظل غلاء اسعارها يحبذ تناول الفول الحمص الخضروات، والسمم ، والتمور .

وجديًا، تفكر دائرة الاحصاءات كما ابلغ النسور لـquot;ايلاف quot; الاعلان رسميا عن النتائج وعقد ورشات عمل للاختصاصين من اجل الخروج بتوصيات للحد فقر الدم.