طلال سلامة من برن (سويسرا): يوجد الآن آلية جديدة تساعد على تفسير كيفية نجاح السرطانات في الهرب من أنظمة المراقبة التي يقودها نظام المناعة المكتسبة بالجسم. ونجح الباحثون السويسريون، في جامعة (EPFL) بمدينة لوزان، في تحديد هذه الآلية الجديدة. وتشير الدراسة الى أن السرطانات تتمكن من بناء بيئة quot;مصغرةquot;، بالجسم، تعيش داخلها. بفضل نجاحها في quot;تقليدquot; المزايا الرئيسية للعقد الليمفاوية، فان هذه الكتل الورمية الخبيئة تتجنب بدهاء أي هجوم يشنه عليها النظام الدفاعي بالجسم.

وتستطيع السرطانات خداع الجسم عن طريق التخفي داخله وكأنها أنسجة سليمة! وتركز انتباه الباحثين السويسريين على بروتين معين، موجود طبيعياً داخل الغدد الليمفاوية، لديه مهمة استقطاب خلايا الليمفوسيت، وتدعى quot;تيquot;، نحوه لاعادة برمجتها كي تتمكن من القيام بأنشطتها الدفاعية بالجسم. هذا ويفيدنا الباحثون أنه يوجد عدد من السرطانات التي تتمكن من افراز هذا البروتين!

هكذا، تتحول طبقة السرطان الخارجية الى نسيج يخدع الجسم كونه يقوم على quot;تقليدquot; تركيبة النسيج الليمفاوي السليم. اذن، تنجح الطبقة الخارجية للسرطان في استقطاب خلايا الليمفوسيت لاعادة برمجتها بصورة شاذة. فالأخيرة لا تتعرف على الخلايا السرطانية كخلايا quot;عدوةquot; انما يحصل العكس. ما يعني أنها تتعرف على الخلايا السرطانية كخلايا صديقة.

بما أن تشكيلة واسعة من السرطانات تنمو بالجسم، في حال نجحت فقط في تفادي هجمات نظام المناعة المكتسبة، فان هذه الآلية السويسرية الجديدة قد تمهد الطريق أمام طرق علاجية جديدة مستقبلاً.