طلال سلامة من برن (سويسرا): مرة أخرى يُبرز لنا البابيلوما فيروس مدى شراسته وعدوانيته حيال الحياة الجنسية، للرجل والمرأة معاً. علاوة على ضلوعه في تسبيب سرطان عنق الرحم، لدى المرأة، يفيدنا الباحثون الايطاليون، في جامعة بادوفا، أنه من المحتمل أن يكون لهذا الفيروس دور في حوادث الاجهاض المبكر. اذ ان كل شيء يتعلق بالحيوانات المنوية التي تنقل هذا الفيروس الى البويضة، لتخصيبها. لدى دخوله البويضة، فان الحمض النووي الفيروسي(أي التابع لبابيلوما فيروس) يؤثر على عملية التخصيب وعلى نمو الجنين لأنه يتكاثر في البويضة ويعمل على اسكات آلية التخصيب.

في الحقيقة، فان العديد من الخبراء يؤمن بأن هذا الفيروس يصيب النسالء حصراً. لكنه يستهدف الرجال أيضاً كونه موجود في السائل المنوي لدى 3 الى 4 في المئة من الرجال، حول العالم. في حين تتراوح هذه النسبة بين 10 الى 12 في المئة لدى المصابين بالعقم، ولغاية 40 في المئة لدى أولئك الذين مارسوا الجنس مع امرأة مصابة بالفيروس. في مطلق الأحوال، يلتصق البابيلوما فيروس بالحيوانات المنوية، داخل السائل المنوي، ما يؤثر على حركة هذه الحيوانات وسرعتها مسبباً هكذا تراجع في قدرتها على التخصيب وربما تعرض المرأة للاجهاض المبكر.

للأسف، فان النتائج الأخيرة مقلقة للغاية. فالحيوانات المنوية المصابة بالبابيلوما فيروس يتم استعمالها في تقنيات التخصيب الاصطناعي! في الوقت الحاضر، فان عشرة في المئة من متطوعي السائل المنوي، حول العالم، الذين تم تجميد حيواناتهم المنوية، مصابين بهذا الفيروس. خلال حقن الحيوان المنوي المريض داخل البويضة ينتقل الفيروس الى المرأة مسبباً لها الاجهاض المبكر أم عدم الانجاب. في المقام الأول، ينبغي على اختصاصيي التخصيب الاصطناعي تحليل السائل المنوي، لرصد هذا الفيروس أم لا. في حال وجوده داخل السائل، فلا جدوى من المضي قدماً من جراء التداعيات الصحية على المرأة.