طلال سلامة من برن (سويسرا): ان التلقيح لمحاربة كافة أنواع السرطانات فكرة عبقرية طالما حاول العلماء تفعيلها. اذ ان العلاج اللقاحي سلاح اضافي يرمي الى حفز ردود فعل جهاز الدفاع بالجسم، أي نظام المناعة المكتسبة، بصورة انتقائية كي تستهدف الخلايا السرطانية بذكاء.

هكذا، يستطيع الطبيب التحكم بالمرض الخبيث، من جهة، وتمديد حياة المريض، من جهة أخرى. في الوقت الحاضر، يقود الباحثون في معهد (Dana-Farber Cancer Institute) بمدينة بوسطن الأميركية دراسات تتطرق الى لقاح تجريبي جديد، لمحاربة سرطان البروستات، تخضع له مجموعة من مرضى هذا السرطان الذين بدأت الانبثاثات السرطانية لديهم الهجرة من البروستات الى أعضاء أخرى بالجسم. ان اللجوء الى العلاجات اللقاحية يفتح أبواب مستقبلية واعدة تلفها اهتمامات اقتصادية عظيمة تفرض على الجميع حذراً كبيراً في تقويم نتائج دراسات هذه العلاجات.

علاوة على ذلك، دخل اللقاح التجريبي، الذي أطلق عليه اسم (PROSTVAC-VF)، مرحلته الثانية المفيدة من أجل دراسة مفعوله على عدد غير كبير من المتطوعين. سوية مع الأدوية التقليدية المؤازرة، يجري حقن هذا اللقاح، الذي يحتوي على فيروس تم تصفير أي مفعول مؤذ له على الانسان عن طريق تغيير تركيبته جينياً، ومعروف باسم quot;بوكس فيروسquot; (Poxvirus)، على عدد من المرضى. للآن، تنوه نتائج الدراسة بأنه على بعد 3 سنوات من تجربة هذا اللقاح، فان 30 في المئة من المرضى ما زال على قيد الحياة. لذلك، فانه يجري تنظيم المرحلة الاختبارية الثالثة والأخيرة، لهذا اللقاح، التي ستطال عدد أكبر من المرضى(حوالي الألف) قبل التأكد من فاعليته أم لا.