طلال سلامة من برن (سويسرا): يذهب المرضى عادة الى المستشفيات لتلقي العلاج المناسب. لكن ان كانت هذه البنى التحتية الصحية، التي تستقبل آلاف المرضى والمحتاجين كل سنة، مريضة بدورها، بمعنى أن المكوث داخلها مضر بالصحة أم أنها تعاني من قلة تنظيم كارثية، فكيف للأطباء أن يعملوا بهدوء ودقة وكيف على المرضى أن يثقوا بعلاج الطبيب؟

هكذا، ولمعالجة بعض الثغرات التي تعاني منها المستشفيات هنا، تتمسك سويسرا اليوم بالتكنولوجيا بهدف تفادي فضائح، ما زالت تتكرر بسويسرا وأوروبا، أودت بحياة مئات المرضى وكان عبئها المالي والقضائي ثقيلاً على ادارات المستشفيات. في الحقيقة، فان التكنولوجيا شديدة التقدم وسيلة ذكية لمراقبة مستويات غازات التبنيج، في غرف العمليات الجراحية. كما أنها تساعد في مراقبة نوعية الهواء في غرف المرضى والحرارة في المختبرات ووجود البكتيريا في احتياطات الماء. ان جميع آليات المراقبة والمتابعة هذه جزء رئيسي من أنشطة المستشفيات اليومية. لذلك، فان التحكم بها، بواسطة التكنولوجيا، تخول الادارات استباق خطر أعطال تقنية ممكنة وكذلك حوادث قد تكون مميتة، يتعرض لها دورياً المرضى الماكثين هناك لتلقي العلاج. على سبيل المثال، فانه يكفي انقطاع التيار الكهربائي لدقائق معدودة، أثناء خضوع المريض لعملية جراحية خطرة، لمواجهة خطر الموت المحتم(للمريض) وامكان مثول الفريق الجراحي أمام القضاء بسبب القتل المتعمد!

هكذا، تبدأ سويسرا مكننة جميع مستشفياتها عن طريق ربط الأنظمة المعلوماتية المركزية بعدد هائل من أجهزة الاستشعار، في كل مستشفى، لمراقبة شبكات الطاقة الكهربائية والأدوات الطبية والجراحية ونوعية الهواء والماء المستهلكة ورصد شبكات البكتيريا التي تكون الاصابة بها خطرة، وأحياناً قاتلة، على المرضى.