تقوم إدارة الغذاء والعقار الاميركية بفرض إجراءات صارمة على أطباء التجميل المعروفين، في الإعلان عن منتجات من المفترض ان توافق عليها مسبقًا ادارة الغذاء والعقار.

لؤي محمد: في عالم مجلات الأزياء الراقي يعتمد المحررون غالبًا على مجموعة من اختصاصي الأمراض الجلدية وجراحي عمليات التجميل لإبقائهم على صلة بأحدث ما يجري في عالم طب التجميل. وهذه العلاقة سمحت لأن تستفيد المجلات الحريصة على تقديم أخبار ذات علاقة بالجمال والأطباء الذين يبحثون عن إعلان لهم وعن زبائن.
لكن quot;إدارة الغذاء والعقارquot; الأميركية بدأت تقوم بفرض إجراءات صارمة على واحد من أكثر أطباء التجميل المعروفين ما دفع إلى إثارة المخاوف لدى أبرز الوجوه في مجال مقالات الرأي الخاصة بمجلات الموضة والطب التجميلي.

فحسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز بعثت quot;إدارة الغذاء والعقارquot; أف دي آيه أخيرًا رسالة تحذير للدكتورة لزلي بومان اختصاصية الجلدية الشهيرة والباحثة في ميامي بيتش. وذكر في الرسالة ما عبرت عنه الدكتورة بومان من حماس في إحدى مقالاتها تجاه عقار quot;دايسبورتquot; Dysport، وهو عقار يحقن في الجلد لمعالجة التجاعيد ولم توافق أف دي أيه بعد عليه.

كذلك ذكّرت الرسالة الدكتورة بومان بما كتبته عن ذلك العقار العام 2007 إذ إنها خرقت التقنينات المفروضة على الترويج لأي عقار قبل مصادقة quot;إدارة الغذاء والعقارquot; عليه. وطلبت الرسالة من بومان أن تشرح عما تنوي القيام به كي لا تكرر خروقًا من هذا النوع.

وكانت quot;إدارة الغذاء والعقارquot; قد صعّدت من إجراءات المراقبة على الإعلانات الخاصة بالعقاقير حيث بادرت إلى بعث عدد كبير من رسائل التحذير للشركات التي تروج لعقاقير كثيرة عبر الانترنت. مع ذلك يبدو أنها المرة الأولى التي تحذر هذه الوكالة باحثًا يقوم بالإشراف على تجارب سريرية لعقار لم توافق عليه أف دي أيه بعد.

والدكتورة بومان هي ليست الشخص الوحيد الذي يتصل به محررو المجلات المعنية بالأزياء والجمال للتثبت من هذا العقار أو ذاك تجريبيًا. لكن الخبراء يقولون إن تحذير quot;أف دي أيهquot; للدكتورة بومان قد يكون بداية لتقنين الاهتمام الإعلامي القائم حاليًا بعدد من أطباء التجميل الذين يقدمون شهاداتهم حول المنتجات الطبية الجديدة أو الذين تحدثوا عن عقاقير لم تتم المصادقة عليها.

وقالت نانسي بهرمان صاحبة quot;اتصالات بهرمانquot; المكتب المختص بالعلاقات العامة في مانهاتن إن الرسالة quot;نداء منبهquot;. وتمثل شركتها عددًا من شركات الأدوية الخاصة بالتجميل إضافة إلى عدد من الأطباء. وأضافت أن quot;كل أعمال هذا القطاع قد خرجت من أي سيطرة ونحن بحاجة إلى التراجع والتباطؤquot;.

ويذكر أن الضوابط الفيدرالية في الولايات المتحدة تمنع صانعي العقاقير والمحققين في نجاعتها داخل عياداتهم الطبية من الترويج لأي عقار قبل أن تصادق quot;إدارة الغذاء والعقارquot; عليه. ولذلك فإن الدكتورة بومان قد خرقت التقنينات المفروضة من قبل هذه الوكالة الفيدرالية حسبما جاء في الرسالة لأنها لم تقم بالتحقق من نجاعة عقار quot;داسبورتquot; في عيادتها بل قامت بالترويج له قبل الموافقة عليه في نيسان/أبريل.

وكانت الدكتورة بومان قد قالت لمجلة quot;اليورquot; الخاصة بالأزياء في عام 2007 عن هذا العقار إن quot;بيانات مبكرة أوضحت أنه قد يكون تأثيره لفترة أطول ويبدأ بالتأثير بشكل أسرع من بوتوكسquot;. وقامت بتقديم ملاحظات مماثلة في مجلة quot;أيلquot; وخلال ظهورها في برنامج quot;تودايquot; على قناة أن بي سي التلفزيوية في كانون الثاني/يناير 2009.