باريس : بيّنت دراسة حديثة أن بعض فئات المرجان تصمد بشكل أفضل في وجه الابيضاض الناجم عن موجات الحرّ، شرط ألا تطالها الأضرار الناجمة عن الأنشطة البشرية.

ففرص صمود هذه الشعاب المرجانية "مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاضطرابات المزمنة" المتأتية من الأنشطة البشرية، بحسب ما كشف علماء أحياء من جامعة فيكتوريا الكندية وجامعة وواشنطن الأميركية.

ويعزي هذا الصمود إلى قدرتها على التعافي أكثر مما هو لمقاومتها موجات الحرّ، وفق الدراسة التي نشرت تفاصيلها في مجلّة "نيتشر كوميونيكايشنز".

واستند الفريق اذي أشرفت عليه دانييل سي. كلار في أبحاثه إلى تداعيات موجة الحرّ في 2015-2016 على أكبر جزيرة مرجانية في العالم، وهي جزيرة كيريتيماتي في المحيط الهادئ.

وابيضاض المرجان هو ظاهرة اضمحلال تؤدي إلى بهتان اللون. وهو ناجم عن ارتفاع حرارة المياه الذي يؤدّي إلى تنفير الطحالب التي تعطي المرجان لونه ومغذّياته.

غير أن الباحثين لاحظوا عدّة ظواهر تتعارض مع الأفكار الشائعة في هذا المجال، ومنها أن الابيضاض يؤدّي حتما إلى النفوق.

وقالت جوليا باوم التي شاركت في إعداد هذه الدراسة "فوجئنا كثيرا... عندما تبيّن لنا أن كلّ المرجان لم ينفق وأيضا أن بعض الشعاب لم يكن يبدو بحالة سيئة أو باهت اللون".

وأوضحت الأستاذة المحاضرة في علم الأحياء في جامعة فيكتوريا "استعاد المرجان عافيته بالرغم من تعرضّه لضغط كبير". ومن ثمّ، ليست قدرة المرجان على التعافي مرهونة بانخفاض حرارة المياه فحسب.

غير أن الشعاب المرجانية التي نجت من شرّ "عوامل الضغط المحلية"، مثل تلوّث المياه، كانت أكثر قدرة على التعافي.