يتناول الكثير من الناس المكمل الغذائي من زيت السمك يومياً استناداً إلى اعتقادهم بأنه يقي من أمراض القلب.
ويعود رواج هذه الفكرة الى سبعينات القرن الماضي، عندما لاحظ علماء أن الأشخاص الذين تتضمن أنظمتهم الغذائية كثيراً من الأسماك الدهنية يعانون من معدلات منخفضة من أمراض القلب. فهل هي كبسولات مفيدة حقاً لصحة جسم الإنسان؟ وهل تحقق الغاية المرجوة من تناولها؟

الأسماك الدهنية غنية بحمضي «أوميغا3» الدهنيين: «إيكوسابنتاينويك» ويشار إليه اختصاراً بـ«إي بي إيه (EPA)»، و«دوكوساهكساينويك» المعروف اختصاراً باسم «دي إتش إيه (DHA)»، اللذان لهما آثار بيولوجية يمكن أن تعود بالنفع على القلب والأوعية الدموية، مثل تهدئة الالتهابات والحيلولة دون حدوث تجلطات دموية.

ومع انتشار هذه المعطيات، بدأت بحلول الثمانينات ظاهرة رواج تناول مكملات زيت السمك «أوميغا3»، وأصبحت متاحة للبيع داخل المتاجر، حتى غدت اليوم تعدّ "الكبسولات من بين المكملات الأكثر شعبية المبيعة داخل الولايات المتحدة". علماً أنها انتشرت في الدول الاوروبية، ووصلت الى الشرق الأوسط.

ويستمر الناس بتناول هذه المكملات الغذائية من «أوميغا3» دون وجود أي دليل طبي قاطع على أن هذه الكبسولات قادرة على الوقاية من النوبات القلبية أو المشكلات المرتبطة بمثل هذه النوبات لدى الأفراد الأصحاء.

وفي هذا السياق، ينبّه الأطباء إلى أن مكملات «أوميغا3» لا تخضع لتنظيم «إدارة الغذاء والدواء الأميركية»، فقد يحتوي بعضها على نسبة عالية من الدهون المشبعة أو المؤكسدة غير الصحية، أو الملوثات الصناعية، وقد لا تكون معالجة من الزئبق. لذا يجب مراجعة الطبيب قبل تناول اي مكمل غذائي.

يشار إلى أن نتائج الدراسات حول فوائد الأوميغا3 لا تزال متضاربة، وليس هناك اي دلي قطعي على تحقيق الفائدة المرجوة من تناولها.
كما أن البعض يتناولها كمضاد للأكسدة، ولحماية المفاصل من الالتهابات.