لعنة الخطف تطارد اللبنانيّين مأساة احتجاز على معبر نصيب

لا يزال الوسط السياسي اللبناني يتعامل بحذر واضح مع التطور الدولي – الاقليمي المتمثل بالتوصل الى اتفاق اطار على البرنامج النووي الايراني، على رغم الانطباعات الغالبة أن الانعكاسات التي سيتركها هذا التطور ستصيب لبنان من بوابة النفوذ الاقليمي الذي يتحكم بالكثير من أزماته. وتبعا لذلك، غلب الترقب أمس على المشهد الداخلي وخصوصا في ظل العطلة الرسمية التي بدأت مع الجمعة العظيمة التي أحيتها الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي وتمتد الى ما بعد عيد الفصح.

غير ان ملفا طارئا شغل بعض الوزارات والدوائر الامنية أمس، مع احتجاز عشرات الشاحنات مع سائقيها اللبنانيين على الحدود السورية – الاردنية حيث أفادت المعلومات أن أكثر من 35 شاحنة نقل وتبريد لبنانية احتجزت منذ 48 ساعة نتيجة اقفال الاردن معبر نصيب الحدودي بعد سيطرة مجموعات من المعارضة السورية ولا سيما منها "جبهة النصرة" على جانبه السوري. وهدد هذا التطور بملف خطف اضافي يطاول لبنانيين، إذ تواترت معلومات من معبر نصيب عن ان ستا الى سبع شاحنات اقتيدت الى جهات غير معروفة بعدما نزعت عنها لوحاتها فيما تعرضت شاحنات اخرى لعمليات نهب لحمولاتها.
وأفادت مراسلة "النهار" في زحلة ان ستة سائقين لبنانيين على الاقل فقد الاتصال بهم. وأفاد نقيب أصحاب الشاحنات المبرّدة عمر العلي ان مصيرهم لم يعرف، مرجحا ان يكونوا في قبضة المعارضة السورية وبينهم من هم من بلدات سعدنايل وبر الياس، فيما قالت معلومات اخرى ان بينهم ايضا سائقين من طرابلس. وتسارعت الاتصالات الرسمية للافراج عن السائقين والشاحنات وخصوصا بعدما تردد ان "جبهة النصرة" ربما كانت وراء خطف السائقين وانها طلبت خمسين الف دولار مقابل كل محتجز لاطلاقهم. وصرح وزير الاقتصاد آلان حكيم بأنه على تواصل مستمر مع سفير الاردن في لبنان لمعالجة الوضع، وفهم ان الاتصالات ستتكثف اليوم مع المسؤولين الاردنيين لان يوم امس كان عطلة رسمية في الاردن سعيا الى السماح للشاحنات والسائقين بالعبور الى الاردن وجلاء مصير السائقين المفقودين.

&
اللاجئون
&

في غضون ذلك، علمت "النهار" ان ما تقرر في مؤتمر المانحين في الكويت من مساعدات للبنان تتعلق بملف اللاجئين السوريين سيبدأ وضعه موضع التنفيذ بعد عطلة الفصح عبر المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين. ورجحت مصادر وزارية معنية أن تكون حصة لبنان مما تقرر في المؤتمر والبالغة ثلاثة مليارات و800 مليون دولار في حدود 700 مليون دولار في أحسن الاحوال. وشرحت المصادر مسار الموضوع، فقالت إن لبنان ذهب الى الكويت مطالباً بملياريّن و200 مليون دولار لإنفاقها على سنتين، فيما طالب الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون بثمانية مليارات دولار للوضع القائم. لكن المؤتمر قرر مبلغ ثلاثة مليارات و800 مليون دولار لكي تنفق على اللاجئين داخل سوريا وفي الدول المجاورة لسوريا التي تستضيف لاجئين وهي لبنان والاردن والعراق وتركيا، على أن تكون للبنان الحصة الكبرى نظراً الى ضعف إمكاناته واستضافته العدد الاكبر من اللاجئين. واذا تحددت حصة لبنان، فإنها ستنفق في اتجاهين: تنفيذ مشاريع عينية قدم من أجلها لبنان 70 مشروعا الى مفوضية اللاجئين على أن يخصص لها 37 في المئة مما سيتقرر للبنان. أما الاتجاه الثاني لإنفاق الحصة فسيكون على اللاجئين وعلى اللبنانيين الذين تأثروا سلباً من هذا اللجوء والذين يشكلون البيئة المضيفة. ولفتت المصادر الى ان عدداً من الدول المانحة أصرّ على المشاركة في الاشراف على إنفاق الهبات. وأوضحت ان لبنان، أيا يكن المبلغ الذي سيتلقاه، لن يشكّل سوى ربع ما يحتاج اليه.

زيارة بلينكن
&

وفي سياق آخر، علمت "النهار" أن الاطار النهائي لزيارة نائب وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن للبنان والذي يصل مساء غد الاحد ويعقد لقاءاته الاثنين قد تحدد باجتماعات يعقدها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وقد اختصر برنامج اللقاءات لأسباب لوجيستية. ورجحت مصادر مواكبة لزيارة المسؤول الاميركي ألا يطرح موضوع الانتخابات الرئاسية في محادثاته في شكل مباشر ومحدد من غير أن يعني ذلك أن الرئيسين بري وسلام لن يبادرا الى إثارة الموضوع من جانبهما. وحددت المصادر أهداف زيارة بلينكن بإطلاق مبادرة إستقصائية تتصل بالعلاقات الثنائية والارهاب ودعم قوى الاعتدال والوضع العام في لبنان.
&