يعيش موقع تويتر مشاكل بالجملة، أثرت كثيرا على أعداد المشتركين وأسهمه، في ظل منافسة محمومة من عدد متزايد من شبكات التواصل، ويرى خبراء ومهتمون أنه بات من الصعب الدفاع عن حق تويتر في التواجد بعد الحال الذي وصل اليه.


عبدالإله مجيد من لندن: كان كثيرون يعتقدون ان موقع تويتر أكثر من شبكة للتواصل الاجتماعي، وانه خدمة لا غنى عنها تتيح بتغريدة لا تزيد على 140 حرفا ورمزا، الاطلاع على شؤون الساعة وآخر المستجدات.

شروخ كثيرة

لكن شروخا بدأت تظهر في شبكة تويتر. فالتغييرات التي أُجريت تجعل من الصعب متابعة الدردشات أو الأحاديث. وغياب الصرامة في التأكد من موثوقية المصادر يجعل المعلومات موضع شك أو مبعث بلبلة.

وكان الأشد مدعاة للقلق، الموجة المتصاعدة من المضايقات والشتائم التي تعين على مستخدمي الخدمة التعامل معها، كما يتبدى في اغراق الشبكة بخطاب الكراهية والتهديدات.

وبدت شركة تويتر غير مستعدة للتعامل مع هذا الشكل من اشكال العنف على الانترنت حيث لم تكن لديها ادوات تُذكر لكسر الموجة أو اخمادها.

تويتر عاجز !

ولاحظت مجلة نيويوركر ان توتير لم تتمكن حتى من حماية المشاهير الذين يستخدمون موقع المدونات الصغرى مشيرة الى ان زيلدا ابنة الممثل الراحل روبن وليامز توقفت منذ صيف 2014 عن استخدام تويتر بسبب سلسة من التهجمات الشرسة عليها.

لا زيادة في أعداد المستخدمين

في مواجهة هذه المشاكل عادت الشركة الى تعيين جاك دورسي احد مؤسسيها رئيسا تنفيذيا بعد استقالة الرئيس التنفيذي السابق دك كوستولو وبقاء الشركة بلا قائد طيلة الصيف.

وخلال العام الذي سبق عودة دورسي ارتفع عدد مستخدمي توتير بنسبة 11 في المئة فقط. واللافت ان عدد مستخدمي توتير في الولايات المتحدة لم يسجل زيادة خلال الفصول الثلاثة الأولى من عام 2015.

ولم يعد موقع فايسبوك المنافس الوحيد الذي تخطى تويتر بعدد المستخدمين بل ان خدمات مثل انستغرام وواتس آب وحتى وي تشات لديها الآن من المستخدمين ما يزيد عددهم على مستخدمي تويتر. وكادت خدمة سناب تشات تلحق بتويتر ايضا.

فشل متكرر

وبسبب فشل التغييرات التي أُجريت في منتوج توتير مثل سمة "مومنتس" التي يُفترض بها اطلاع المستخدم على أفضل ما يجري في لحظة لكنها اثبتت كونها سمة مربِكة، وركود قاعدة مستخدمي الموقع وهجرة كوادره ومهندسيه الى شركات اخرى، أُثيرت تساؤلات عما إذا كان بمقدور تويتر الاستمرار في البقاء كشركة.

إذ شهدت الايام الأخيرة رحيل نائب الرئيس لشؤون الاعلام ونائب الرئيس لشؤون المنتجات (الى انستغرام) ورئيس خدمة الفيديو المتنامية (الى غوغل) ونائب رئيسها للشؤون الهندسية ومدير الموارد البشرية. لذا ليس من المستغبر ان يفقد سهم تويتر نحو 50 في المئة من قيمته خلال الأشهر الثلاثة الماضية، كما افادت مجلة نيويوركر.

منافسة محمومة

لكن محللين يرون ان الأخطر من هبوط قيمة اسهم توتير هو تراجع دور الموقع بين شبكات التواصل الاجتماعي لا سيما وان اهم رصيد لدى تويتر هو التغذية بالمحتوى في الزمن الحقيقي وهذه ميزة لن تعود حكرا عليها إذا ركزت مواقع مثل فايسبوك وسناب تشات وحتى بيتش الجديد على تزويد الأخبار في الزمن الحقيقي بحيث تنتفي الحاجة الى افكار تويتر الضيقة والصاخبة والمتغيرة في احيان كثيرة بشأن التفاعل الاجتماعي، بحسب مجلة نيويوركر، واصفة خدمة تويتر& بأنها خدمة مشوشة ولا تتميز بشيء خاص في السوق حتى ان من الصعب الدفاع عن بقائها.

وتردد ان خدمة توتير ستبدأ السماح بتغريدات حجمها 10 آلاف حرف ورمز مع صور متعددة أو فيديو.

وتأمل خدمة تويتر بأن تتمكن من التنافس بالنصوص القصيرة والطويلة على السواء في ساحة زاخرة بالمنصات الاخبارية الأخرى. ولكن محللين يرون ان هذه خطوة خطيرة لأن الاختصار هو من السمات القليلة التي تتفرد بها الشبكة الاجتماعية للمدونات الصغرى.

مصير غامض

لا يعني هذا ان وضع تويتر ميئوس منه. فمئات الملايين الذين يستخدمون الشبكة ما زالوا يرون فيها خدمة كبيرة للاطلاع على ما يجري. وان الدفقات القصيرة من المعلومات التي تجعل المستخدم يشعر انه مرتبط بعالم يمور بالأحداث ما زالت رصيدها الأكبر. وما على الشركة إلا ان تجد الطريق الصحيح الذي تستطيع من خلاله ان تُري قوة هذا الارتباط لجمهور أوسع وان تُري قيمة هذه الجمهور الكبير للمعلنين والشركاء. وما هذه بالمهمة السهلة لكنها مهمة لا بد منها أمام تويتر.

في عام 2011 اعلن جاك دورسي في مؤتمر صحيفة وول ستريت جورنال انه حين يسأل اشخاص ما هي تويتر "لا تكون لدينا اجابة". وكان يريد بذلك انه من ايجابيات الخدمة، أي ان خدمة تويتر هي ما تكونه برأي المستخدم.

وبعد خمسة اعوام يبدو ان السؤال الحقيقي هو "ماذا صنعت خدمة توتير من نفسها؟"