الرياض: كشف موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في تقرير الشفافية نصف السنوي الذي أصدره عن تنسيق مع السلطات السعودية، بعد أن استجاب لطلبها وسلمها معلومات عن 65 شخصا مشتبها به. وحسب التقرير فقد قدمت السعودية طلبًا بالكشف عن هوية 93 شخصا على موقع «تويتر»، وجاء امتثال الموقع بما يعادل 63 في المائة، بعد تسلمها معلومات عن 65 شخصًا، مقابل انخفاض نسبة الامتثال في ما يتعلق بطلبات السلطات الأمنية البريطانية.
وكشف التقرير عن ارتفاع قدره 52 في المائة في طلبات الكشف عن معلومات أو هويات مطلوبين أمنيًا أو معرفات تابعة لأشخاص تتحرى عنهم الأجهزة الأمنية، ويأتي هذا الارتفاع ليكون الأكبر منذ إطلاق تقرير الشفافية التابع للموقع للمرة الأولى&عام 2012.
عربيا، طلبت الكويت الكشف عن هوية 7 أشخاص، فيما طلبت الإمارات معلومات عن مستخدمين اثنين، فيما لم تسجل مصر أي طلبات. ويأتي ارتفاع الطلبات الرسمية المقدمة من حكومات للكشف عن هويات ومعرفات المستخدمين بسبب تصاعد استغلال الجماعات الإرهابية لمواقع التواصل الاجتماعي، إذ يوجد على موقع «تويتر» وحده أكثر من 40 ألف حساب لمتعاطفين وداعمين ومنخرطين مع تنظيم «داعش».
ومن استراتيجيات التنظيم التي باتت مكشوفة، استخدامه لجميع الأوسمة، بما ذلك القرارات الحكومية وأوسمة العزاء أو الفرح لنشر منشورات وتصاميم تدعو المراهقين للانضمام إليه. حيث يعمل موقع التواصل «تويتر» على إغلاق تلك الحسابات بعد وصول بلاغات فردية حتى، لكن الحكومات تسعى لطلب معلومات كحل بديل عن الإغلاق، وذلك حتى تستطيع الوصول إلى صاحب الجريمة أو الهدف المحدد.
وكان موقع "إيلاف" وجه العديد من الأسئلة على متخصصين في مجالات مختلفة، حول الشباب السعودي وداعش، من تجنيدهم مرورا بكل المراحل قبل أن يصبحوا قنابل بشرية، حيث شهدت السعودية عددا من التفجيرات راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، فيما قالت وزارة الداخلية السعودية، في شهر مارس/ آذار من هذا العام، إن عدد السعوديين الذين يُقاتلون في صفوف الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا هو أكثر من 2200، من بينهم نحو 645 عادوا إلى البلاد.
يؤكد الدكتور زهيـر الحارثي في حديث لـ"إيلاف"، أن سبب استهداف السعودي للتجنيد في تنظيم "داعش" يرجع إلى أسباب كثيرة منها سهولة غسل دماغ الشباب في هذه المرحلة العمرية التي تتسم بعدم الثبات الفكري. ويشير الحارثي المتخصص في قضايا اجتماعية وعضو مجلس الشورى السعودي، إلى أن قطاعات الدولة الحكومية والرعاية الأسرية، عاملان أساسيان في ضياع شبابنا وفي دخولهم عالم قطيعة مع محيطهم وبيئتهم، ما ساهم في سقوط الشاب السعودي في وحل ومستنقع الارهاب، ولا ننسى كذلك دور التحريض ودور بعض الدعاة في دفع شبابنا للذهاب في مناطق القتال أو حتى في قتل اخوانهم هنا في المملكة.
وعن عدم خبرة هؤلاء الشباب وانخراطهم رغم ذلك في تنظيمات إرهابية قال المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية والباحث محمد العمر: "إن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في سهولة تجنيد الشباب العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص واللعب في أفكارهم وتغييرها بما يخدم مخططاتهم، فنشر رسائل داعش في صفوف الشباب من المغرر بهم أصبح سهلا جدا وسهولة ووصول رسائل داعش للجميع أصبح متاحا وهنا يكمن الخطر في كيفية القضاء على مثل هذه الحركات المتطرفة".
التعليقات