عندما أصبح الشعب على يقين من أن الأمر وصل به وبعراقه من سوء وتدهور. حيث يعيش تحت هيمنة الرعب والخوف، والحرمان من أبسط حقوق المواطنة في ظل سلطة تحكمها أحزاب وأطراف طائفية لها مليشيات تهيمن علي الحكومة ودوائرها الأمنية والسيادية، حكومة تعكس رؤية أيديولوجية خاصة لأحزاب طائفية تكرس الأطر الضيقة والنظرات الأحادية. حكومة قائمة على تقديم التنازلات والمساومات غير المحدودة على الجبهات الاقتصادية والسياسية والوطنية على حساب مصالح الشعب العراقي ومسار السلام الإجتماعي الذي أصبح علنياً معطياً مزيداً من الدفع الأمني لأجهزته ومزيداً من الفساد ونهب أموال الدولة لرموزه المعروفة، هذا على مستوى النظام والذي لا دور للشعب فيه سوى التضحيات والمعاناة المزمنة.

حكومة يراها الشعب بوضوح أنها لم تستطع أن تفرض الحد الأدنى من إحتياجات الشعب من خطوات الإصلاح. وراحت بتصعيد الفساد الإداري والمالي في عموم مؤسسات الدولة في ظل وضع داخلي متردي وطنياً ومحتقناً سياسياً وأهلياً وبالطور المشوه للنظام على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، وما زاده طيشاً هو ممارسة الإعتقالات وقمع الوطنيين، وهذا الموضوع قد أشبع وصفاً وتنظيراً حيث أصبح النظام كبنية وآلية وبرامج واضحة كل الوضوح أمام الشعب والعالم كله.

هنا لابد من وقفة وطنية جريئة وصريحة أمام المرحلة من عمل الحكومة، وماذا فعلت غير تعمق الإنقسام والطائفية والعصبية، معقَّد نسيج المجتمع، وأخفقت في كسب الرأي العام الداخلي وأيضاً الفشل في كسب المجتمع الدولي ولو على المستوى الحقوقي الإنساني، أي باختصار لم تستطع إيصال رسالتها للداخل والخارج وبحدها الأدنى على حد سواء.

وفي ذات الوقت أخذ الشعب يرى كذلك أن عمل الأطراف الوطنية تتعامل مع الحاضر بأفكار ومفاهيم الماضي السياسية التي بَطَلَ مفعولها لعدم تجاوبها مع ماهو مطروح على الساحة الوطنية اليوم، ولم تستطع مغالبة التطورات السريعة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي بما هو مطلوب بشكل سليم، ولازالت بعض الرموز المحسوبة على الملاك الوطني الديمقراطي تمارس الغوغائية على مستوى خطابها وموقفها من المسألة الوطنية والطائفية والديمقراطية وتقف بتردد وحيرة أمام كل طرح وطني ديمقراطي حريص على إنقاذ العراق، وتصنف هذا الطرف على إنه من عشاق الديمقراطية وذاك على إنه من خصوم الديمقراطية وذك في ظل هذا الركام فما العمل؟ وما هو المطلوب فعله على مستوى القوى الوطنية الديمقراطية؟ نحن على يقين بأن غياب الإرادة عن فعل شيء هو الذي يضعف الموقف الوطني، وهو الذي يغري المرتبطين بإيران لتوسيع نفوذها في العراق ودول المنطقة. في ظل شعب الأغلبية الساحقة منه من كادحين والفقراء والمستضعفين المحرومين من أبسط مستلزمات الحياة. همهم الوحيد هو البحث عن الأمن ولقمة العيش لعوائلهم. وجاء الجواب وبالتحديد بقيام (الحركة العراقية الوطنية). لبناء المؤسسات الديمقراطية للدولة بحيث:

تدفع مكونات شعبنا لينتخب كردي يثقون بوطنيته كما يثقون الأكراد به.
تدفع مكونات شعبنا لينتخب عربي يثقون بوطنيته كما يثقون العرب به.
تدفع مكونات شعبنا لينتخب سنـي يثقون بوطنيته كما يثقون السنة به.
تدفع مكونات شعبنا لينتخب شيعي يثقون بوطنيته كما يثقون الشيعة به.
تدفع مكونات شعبنا لينتخب تركماني يثقون بوطنيته كما يثقون التركمان به.
تدفع مكونات شعبنا لينتخب شبكي يثقون بوطنيته كما يثقون الشبك به.

وهكذا تؤمن حرية المواطن وبناء عراق ديمقراطي سليم. وترعى الوطن وجميع المواطنين في مختلف نواحي الحياة السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية وتأمين العيش المشترك بين سائر مكونات الشعب وغيرها من الحقول والميادين التي تتولى شؤونها الدولة النزيهة. وتؤكد على أهمية الوحدة الوطنية لتتعاظم بالفعل قوتها وتزدهر امكاناتها وتذوب أمامها الطائفية والعنصرية.

وquot;الحركة العراقية الوطنيةquot; جادة وجاهزة لتشكيل حكومة مسؤولة وحدها عن الأمن والدفاع عن الوطن والتي يكون فيها شريكاً ممن هو الأكثر رسوخاً وثباتاً وتمسكاً بثوابته الوطنية من المنضوين لأطراف وأحزاب وطنية، حكومة تعمل على إصلاح النظام السياسي وتطويره وصولاً الى تحقيق العدالة الاجتماعية. حكومة لا تقبل بالتبعية تخرجها من دائرتها الوطنية. ويواكب هذا الاهتمام الوطني إهتمام إقليمي عربي ودولي كبير لبسط سلطة الدولة وحماية البلاد من التدخلات النظام الإيراني ومن تحقيق أطماعها. وتطهير مؤسسات الأمنية والوزارات من المرتبطين بالنظام الإيراني. وهذا الأمر سيجعل quot;الحركة العراقية الوطنيةquot; في الموقع الأقوى في الدولة القادمة ومؤسساتها والأكثر حظوة وتأييداً عند عموم الشعب التواقين الى دولة واحدة طال إنتظارها، يقوى بها جميع العراقيين وتقوى بإنضمام الجميع اليها. وعندئذ تتحقق الوحدة الوطنية بالدولة الواحدة التي ينضوي جميع العراقيين تحت لوائها ونؤسس بذلك عراق قوي متماسك داخلياً قادر على مواجهة الأخطار الخارجية وننطلق جميعاً لتحقيق كل الأهداف السامية لأهلنا الصابرين وشعبنا الصامد الذي يستحق الحياة الآمنة والمزدهرة.

العراق قد تغير وهذا أمر لابد من أن يوصلنا الى صيغة سياسية جديدة تتلاءم مع حجم التغييرات السريعة المتلاحقة التي تحدث في المجتمع وهو ما يدخل ضمنه طرق المعاملة مع الشعب فالصيغ القائمة حالياً لا يمكن لها أن لا تقاوم من قبل الشعب.

فquot;الحركة العراقية الوطنيةquot; على ضوء إستمرار هذا الواقع المر الذي جعل شعبنا في قاع الظلم والضياع امام المتغيرات الحضارية والتقدمية السريعة في العالم تنظيم حركة شعبية تتماسك الجماهير مع بعضها وتتفق على أولويات محسوبة بحسابات وطنية للقيام بإنتفاضة سلمية عارمة على مستوى العراق لإعلاء صوت مطالب الشعب الملحة عالياً ومسموعاً. وبآليات قوية ومحكمة لتعد تعبيراً حقيقياً عن الجماهير وعندها تصبح قادرة على التغير اللازم والجماهير اليوم هي القوة التي يجب أن تعبر عن نفسها بنفسها وعن مصالحها وعن الأمن والأمان الذي لا يجده الشعب في عموم العراق وبدون ذلك ستظل الجماهير تؤخر ولا تقدم. والنهضة الفكرية الوطنية هي كامنة في رحم العراق تنتظر من يحضنها وعلى quot;الحركة العراقية الوطنيةquot; إحتضانها عند إنطلاقها بالرغم من ولادتها العسيرة نهضة ترسمها دوافع وطنية ذاتية غير مصطنعة بدوافع سياسية وبألوان رمادية.

نهضة وطنية تحتضنها كذلك جهات وأطراف وطنية لتخلق حراكا وطنياً سياسيا رائداً يتصاعد يوماً بعد يوم ويعود بالعراق الى القيادة والريادة بدوره في مجاله الحيوي بالمنطقة. ليشهد العالم قريباً بأن العراق شهد خلاصه من الأنظمة الشمولية أعادت إنتاج نفسها كنظام مركزي سلطوي قمعي طائفي من الطراز الأمثل. أعاد ترتيب الوضع والحسابات على المستوى العربي والإقليمي في التصدي للمشروع الإيراني المذهبي الذي دخل الساحة العربية بعد الفراغ الكبير الذي حصل فيه. وهناك محاولة لمنع أي جهد وطني للإعراب عن رفض التدخل الإيراني. أن هذه الظروف هي المناسبة جدا للانطلاق في النهضة الفكرية الجماهيرية ليجري فيها تغيير منظومة عمل هذه الأحزاب وموقفها المخزي تحت الهيمنة الإيراني. فيما عدى كلاما أكبر من حجمهم. كونهم طلاب كرسي وأن ولاءهم للحزب فقط. لذلك توجهت شريحة واسعة من الشعب وبسرعة أنظارها الى quot;الحركة العراقية الوطنيةquot; فور قيامها مؤيدة ومساندة لتحقيق أهدافها الوطنية التي تخدم العراق ومحيطه الإقليمي والمجتمع الدولي.

ممثل الحركة العراقية الوطنية في بريطانيا واروبا