مرجعياتنا لم تعد من زمننا، بل من زمن مضى وانهزمنا فيه، في جولة طويلة المدى، تركنا خلفنا مشروعية العمل الثوري، ومقتضاه السري في الوصول إلى الطبقة العاملة، وما وصلنا، وإن وصلنا، فقد انقطع الوصل بيننا...فبقيت طبقتنا تناجي ربها، غرب رأسمالي نهم، وشرق تواطأ فيه الله- مسلم كان أم مسيحي، بوذي أم يهودي- مع الاستبداد والفساد وقلة الضمير تجاه البلدان التي يحب شعبها الله، فذابت الطبقة العاملة في انتصار الجديد الانتقالي، أهو انتقالي فعلا؟ أم أنه يوحي بذلك؟ والجديد الذي انتصر هو تناغم أصيل بين الفساد السياسي والديني- تسييس الدين- والرأسمال التقليدي...واليسار يهاجم العولمة، وكأن العولمة انتصرت، دون أن يدرك أن سقوط السوفييت كان ينذر بسقوط قوى العولمة الصاعدة، وسقطت فعلا...وعاد اليمين العالمي التقليدي لكي يتسلم زمام الأمور، واصبح الاستشرق من جديد هو العلم الجديد..وإن تلبس لبوسا ما بعد حداثويا- شاهدوا منتجه العلمانوي الجديد-...واليسار يهاجم الليبرالية والعولمة...والطبقة العاملة تذهب إلى المسجد والكنيسة والكنيس..أعطونا ليبرالية وخذوا يسارا...ولكن أي يسار..إنه ليس يسارنا بل هو يسار الليبرالية، خطورة ما نحن فيه الآن: هو عودة اليمين بكل خلفياته الكلبية في التعامل مع العالم الثالث...أوروبا الآن هي مركز صنع القرار في العالم، الانتقالية الوحيدة هي ماذا يحدث للصين وأمريكا وروسيا، والعلاقة بين الثلاثي هذا، إنه وقت ضائع تستفيد منه أوروبا المأزومة بنفسها قبل غيرها.

الطبقة العاملة تذهب إلى حجيم الأرض وجنة والسماء...واليسار لازال يكدس ما كان سبب في هزيمته، إنها الحرية، الحرية هي المقولة التي يتجنبها اليسار، في ضوء نضاله المرير ! ضد الليبرالية والعولمة..فيتحالف مع أقذر أعداء الحرية.

لا طاقة لي ولا معرفة كي أكتب عن يسار عالمي في زمن مجتمع الصورة، أوquot; مجتمع الفرجةquot; على حد تعبير الفرنسي اليساري جي ديبور..بل أقف على مساحة صغيرة أسمها سورية، في سورية لا نريد يسارا، نريد يمينا لبيراليا بامتياز، حتى ولو تحالف لاحقا ضد الطبقة العاملة المسلمة أو غير المسلمة..لا يهم..
المهم الآنquot; الحريةquot; ودون تأسيس سوري لمقولة الحرية...فلاحاجة لأي يسار من أي نوع كان..لهذا لا أريد الاحتفال بالأول من أيار...لم يعد يعنيني في هذه المرحلة...!
لا تقترب من سلطته: النظام في سورية الآن أكثر يسارية من الموجود اليساري...
لهذا حريتي أولا....