أثبت الإتحاد الوطني الكردستاني، في مؤتمره الثالث الذي إنعقد بداية شهر حزيران الى أواسطه، بجدارة، محورية هذا الحزب وثقله داخلياً وإقليمياً وعالمية.
ما اريد طرحه للقارئ هو ان كثرة الكتابات quot;المقالاتquot; سلبية كانت أم إيجابية، بالعربية كانت أو الكردية، في وسائل الإعلام كافة، هي خير دليل على ثقل هذا الحزب وأهميته لدى الكُتاب والمثقفين وباقي الشرائح.
صب هذه المرة كاتب قليل رأيت كتاباته في الآونة الأخيرة، وهو جمال عبدالكريم، غله على الإتحاد الوطني الكوردستاني، وبالأخص مؤتمره الثالث، فمرة وصفه بالفرصة الأخيرة للنهوض من وقعته، ومرة وصفه بمخيب الآمال، كونه لم يحقق أهدافه، على حد وصفه.
فكتب هذا الكاتب رأيه بمقال يحمل عنوان quot;مؤتمر الإتحاد الوطني.. تخييب الآمالquot; فوصف الحزب بانه يعاني من أزمة قيادية وما شابه ذلك من أوهام يرسمها من يكون يكون بعيداً عن الواقع.
يسعني ان أوضح بان تأخير إنعقاد المؤتمر لمدة 9 سنوات ليس إلا وكعة بسيطة كانت قد اصيب بها الإتحاد الوطني الكردستاني، كما يصاب به اي حزب، بسبب الظروف التي مر بها منذ عام 2001 والتغيرات السياسية على الساحتين الكردستانية والعراقية، فهذا لا يعني بان الحزب وقع في هاوية الفساد لا سامح الله أو الإهمال الداخلي، كما قاله الكاتب.
المعروف والواضح وضوح الشمس هو ان المؤتمر تمخضت عنه لجان (17 لجنة) أعدت كل واحدة منها تقريراً مفصلاً عن عملها في الحزب، ومن ثم اجريت إنتخابات نزيهة خرجت بإختيار أعضاء اللجنة القيادية التي سيكون أعضاء المكتب السياسي من ضمن أعضائها، ومن ثم إنتخابات المجلس المركزي الذي يضم 101 عضو وهو يأخذ مجرى البرلمان داخل الحزب.
فكان الكاتب المذكور طرح فكرة إعتبرها مخاطبة للأمين العام للإتحاد الوطني يستوحي من خلال طرحه، في المقال، فكرة على ما يبدو انه يصفها خطة ملمة لحزب، للنهوض والمضي قدماً في مسيرته المليئة بالنضالات، فهنا يجدر بي ان اقول لك وللجميع، ان الإتحاد الوطني الكردستاني كان، وما يزال، يعتبر الرأي والرأي الأخر، من المقومات الأساسية التي بنيّ عليها، ويأخذ دوماً برحابة صدر كل من يزج عليه بفكرة، سلبية كانت أو إيجابية...
الدليل هو ان المؤتمر وبأعضائه الـ 1600 أغنى تقارير اللجان، وجرت خلاله مناقشات مستفيضة لحين الوصول الى صيغة شاملة تشابه ما تصيغه حكومات الدول من أجل خدمة الشعب.
أما عن تكرار الوجوه في القيادة، فيبدو ان الكاتب لم يتابع أخبار المؤتمر جيداً، فكوني كنت أنقلها مباشرة بعد إستلامها من قاعة المؤتمر في موقع PUKmedia وتنشر هناك بعدة لغات، اعرف ما حصل في المؤتمر، وكيف وصل هؤلاء الى القيادة والى المجلس المركزي، وكيف كان الأعضاء وبتحمس لإعادة إنتخاب مام جلال أميناً عاماً للحزب. فشهد المؤتمر إنتخابات، تمكن الناخب ان يصوت لمن يريد ان ينتخب دون اي تدخل، وبهذا قضي على شيئ كان يسمى بالتكتل داخل الحزب.
تبين لي ان الكاتب جمال عبدالكريم وبكتاباته يعمل بيد خفية ورائها جهة يرغب تحقيق مرامها من خلال التهجم والتشمت بالإتحاد الوطني الكردستاني، والتقرب بالخير والمديح للجهة التي يعمل لصالحها.
والهزيل جداً هو ان الكاتب يدعي انه يملك وطرح حلول للأزمة التي مر بها الإتحاد الوطني quot;على حسب ما ذكرهquot;، وفي ختام مقاله، يقول ان هناك خللا في الإتحاد الوطني الكردستاني لا أعرف تشخيصه، فكيف تكتب حلولاً لعلة لا تعرفها؟، فهل كتب الأطباء دواء قبل ان يشخصوا الداء؟.


كاتب وصحفي- كردستان
[email protected]