بمناسبة تحذير الشرطة الإيرانية لحوالي 62 ألف إمرأة وفتاة إيرانية ممن يرتدين الحجاب بطريقة غير صحيحية كما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية أ ف ب من طهران ضمن إطار الحملة التي تسمىquot;التزام الشريعة الإسلاميةquot;. ونظراً لأنه من المتوقع أن هذا التحذير قد يسبب الكثير من القلق والإنزعاج لهؤلاء النسوة ووربما قد يسبب أيضاً الكثير من الخوف لنساء أخريات يخشين التعرض لنفس الموقف مستقبلاً أجد من الناحية الإنسانية المحضة أن الواجب يحتم علينا جميعاً مساعدتهن في هذ المحنة وخصوصاً النساء اللائي لا يرغبن في تغيير طريقة ارتداء الحجاب بالطريقة التي يريدها الرجال.


في هذ الصدد وبعد تفكير علمي محض ايضاً وجدت أن الحل الوحيد هو حلق الشعر زيرو حتى لا تكون هناك شعرة واحدة بالرأس. وعندها لن تجد الشرطة الإيرانية الحجة التي تدين من أجلها المرأة وتدعي أنها محجبة بطريقة غير صحيحية فالشعر لم يعد موجوداً.

هذه الطريقة في الحقيقة ليست من اختراعاتي وإنما هي طريقة عملية لفتاة أجنبية تزوجت من شاب عربي بعد قصة حب طويلة وعندما عادت معه لبلده أقنعها تحت ضعط شديد من عائلته على اعتناق الإسلام والتحجب. وقد فعلت ذلك بمنتهى الحب والرضى وكانت تقول للأصدقاء والقريبين منها أن الله واحد لكل الأجناس والأديان. فارتدت الحجاب إرضاءاً لزوجها الذي كانت تحبه كثيراً. مع مرور الأيام طلب منها الزوج أن تلبس الحجاب حتى داخل منزلهما في حالة وجود أخوته وأفراد اسرته. الأمر الذي لم تجد له تفسيراً في ثقافتها ولم تراه عملياً وخصوصاً أن اسرته بالكامل لا تكاد تفارق منزلهما فقد كانت طباخة ماهرة. لم يتعامل الزوج معها باللين واللطف بل كان ينتهرها ويضغط عليها بطرق شتى لارتداء الحجاب بصفة دورية حتى في أشد أيام الحر ولم يكن لديهم تكييف فقد كان زوجها quot;على قد حالهquot; كما يقولون بالعامية المصرية.

عندما ملت الزوجة من تصرفات زوجها أهتدت إلى طريقة اعتقدت أنها سوف تريحه وتريحها وقامت بحلق شعرها تماماً فلم يبقى في رأسها شعرة واحدة. عندما عاد الزوج ووجدها هكذا في هذ الشكل لم يحتمل المنظر وسألها غاضباً ما هذا الذي فعلتيه فاجابته الم تقل لي أن quot;شعر المرأة عورةquot; ويجب على المرأة أن تخفي شعرها حتى لا تسبب فتنة للرجل وأضافت قائلة.. حبيبي هذا كله من أجلك ومن أجلي فأنت ستكون مرتاح البال وأن زوجتك لا تغضب الله وأنا سأكون محمية من وهج وحرارة الطقس ومن متاعب العرق. لم يحتمل الزوج الثائر كلامها وضربها quot;علقة ساخنةquot; كما يقول المصريون بالعامية أيضاً.

هنا كانت الحظة الحاسمة وهنا كان الخطأ الذي لا يمكن لإمرأة حره أن تغفره لزوجها حتى وإن كان هو المعبود الأوحد فثقافة هذه المرأة الأوروبية لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تتصالح مع مثل هذه التصرفات الذكورية التي تعتبرها همجية وانتقاصاً لحريتها وكرامتها.

بعد تكرار الضرب لعدة أيام وبعض الأنواع الأخرى من العقاب مثل الحبس بالمنزل ثم يأتي ليلاً ليضاجعها بدون مصالحة وتفاهم، وغيرها من أنواع المعاملات التي لم تفهمها بثقافتها المغايرة طلبت منه الطلاق لتعود من حيث جاءت فرفض. لكن ! ولأن كيدهن عظيم حاولت المرأة الخروج من هذه الحالة فدبرت الحيل وغادرت البلاد من غير علمه وتركته يبكي بكاء الأطفال ويسأل عنها في كل مكان فقد انتابته حالة هيستيريا صعبة ربما كانت نتيجة شعوره بالظلم لها.

[email protected]