تأخر تشکيل الحکومة العراقية الجديدة عقب إنتهاء الانتخابات العراقية الاخيرة في السابع من آذار المنصرم بفوز القائمة العراقية بزعامة الدکتور أياد علاوي، و مارافقه من تکهنات و توقعات و مواقف متباينة من جانب مختلف الاطراف العراقية و الاقليمية و الدولية، ساهم في إضفاء المزيد من الضبابية و الغموض على العملية السياسية في العراق، بل وان البعض من الاطراف قد بدأت تتوجس خوفا من مستقبل قد تتخلله الکثير من الصعوبات و المخاطر على هذا البلد المثقل بالجراح و المتاعب.


ولاريب من أن الدور المشبوه الذي لعبه و يلعبه نظام ولاية الفقيه في العراق، يکاد ان يکون حجر العثرة الاکبر بوجه صفاء و مصداقية العملية السياسية في العراق بما تسعى لتوليده و إيجاده من محاصصات و معادلات سياسية و امنية لاتخدم في حقيقة أمرها شيئا من المصلحة الوطنية العراقية بقدر ماهي موظفة أساسا لخدمة أجندتها و مصالحها الضيقة الخاصة في العراق و المنطقة و العالم، وان تزايد التقارير والمعلومات وعبر مصادر مختلفة عن سعي محموم للنظام الايراني لعرقلة تشکيل الحکومة الجديدة من جانب الدکتور أياد علاوي و وصوله الى حد المساهمة الاشتراك في عمليات الترهيب و الترغيب بأساليب ملتوية، يؤکد بأن ملالي طهران لن يسمحوا للأمر أن يعدي على خير سيما لو تغافلت او تهاونت القوى السياسية العراقية في مواقفها ازاء هذه المسألة الحساسة.


وفي خضم ازدياد توجيه أصابع الاتهام و التشکيك للموقف الايراني بصدد نتائج الانتخابات الاخيرة في العراق، سعى النظام الايراني کعادته الى فبرکة الاوراق و بعثرتها و خلطها من أجل التغطية على تدخله السافر و غير المقبول في الشأن العراقي من خلال دفعه لوجوه و اقلام و اوساط سياسية معروفة بإرتباطها بهذا النظام لکي تطرح مسألة التدخلات الاقليمية في العراق برمتها مع تأکيد خبيث و شرير على الدور العربي في العراق و الاشارة إليه على أنه(تدخل)في الشأن العراقي يساهم في إرباك العملية السياسية و تعقيدها، وان النظام الايراني جريا على طبعه الموغل بالخبث و المکر يقفز من جديد على الحقائق و واقع الامر و يسعى للتشکيك بمصداقية الحرص العربي الاخوي على المصلحة الوطنية العراقيـة و يريد ان يضعه في سياق يتفق و يتساوى مع دوره الاجرامي المشبوه في الساحة العراقية، والکل يعلم بأن هذا النظام سعى و يسعى بشتى الاساليب و الوسائل الخبيثة و الملتوية لجمع مختلف الاوراق بيده و اللعب بها بأقذر الطرق و اکثرها وساخة من أجل بلوغ أهدافه السياسية الخاصة وهو امر لا ولم و لن يتورط العرب به وليس هناك عربي واحد يفکر بهذا الاسلوب المشبوه.


اننا کمرجعية سياسية للشيعة العرب، في الوقت الذي نؤکد فيه من جديد رفضنا المطلق للتدخلات الايرانية السافرة في الشأن العراقي و نراها تمثل الى جانب تدخلات إقليمية ودولية مشبوهة أخرى خطرا على مستقبل العراق و سلامته، فإننا ندعو الشعب العراقي بمختلف أطيافه و لاسيما أخوتنا الشيعة منهم، الى الوقوف صفا واحدا بوجه الرياح و السموم الصفراء القادمة من إيران و إفشال کل المساعي الخبيثة لتعکير الاجواء العراقية، واننا نرى في الدور العربي بالعراق على أنه دور يتسم بدرجة عالية من روح الاخوة و الشعور بالمسؤولية بعيدا عن أية أهداف او اجندة مشبوهة أخرى وان الدور العربي في العراق و بشهادة مختلف الاطراف بمافيهم الشعب العراقي ذاته کان دوما يصب في مصلحة العراق وطنا و ارضا و شعبا.
*المرجع السياسية للشيعة العرب.