تظل القضية الفلسطينة رهينة التجاذبات السياسية بين فتح وحماس تمسك كل طرف بمسوغات تندرج في خانة النضال من اجل تحرير الأرض المحتله وهذه المسوغات ساهمت في اطالة حل القضية وفي الواقع ان القضية الفلسطينة لا يمكن لها ان تكون رهينة ومتاجرة لاطراف معينه لها مصالح مرتبطة بجهات لا تخدم الشعب الفلسطيني الذي ابتلى بحتلال مرير وصراعات داخلية قسمت الداخل الفلسطيني وهذا الداخل بحاجة لتضافر جميع الجهود الوطنية ، وفي ظل استمرار هذه الخلافات بين الاطراف المعنية بعدم التوقيع على اتفاقية المصالحة، اذن ما الفائدة من التوقيع ان لم تكون هناك رغبة وارادة بين الطرفين في تنفيذ هذه الاتفاقية لتكون عنصراً قوياً للتفاوض على قضية مصير الشعب،بطبيعة الحال ان استمرار هذه التجاذبات الى امد طويل سيتم تحطيم اسس المشروع الوطني الفلسطيني في اقامة دولة فلسطين على ارضها وعاصمتها القدس ، سوف نرى الصراعات تزيد والقتال سيتحول الى نزاعات داخلية ستحرق الاخضر قبل اليابس فيجب ان تكون هناك تنازلات من الطرفين لمصلحة الشعب وهذا التنازل من اي طرف ليس عيباً او نقيصة لطرف لما يخدم مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني، وبضوء معطيات الواقع الفلسطيني كما ان تأييد عدد من الدول الكبرى بدعمها للقضية سيساعد في خلق حراك اتجاه اقامة دولته والضغط على العدو الصهيوني بالتفاوض والاعتراف بدولة فلسطين. وعلى الاطراف المعنية الابتعاد قليلاً من التصريحات الاستفزازية عبر وسائل الإعلام حتى لا تزيد من الخلافات والتصرف بحكمة وحُلم كبير. قضية فلسطين قضية كل العرب والمسلمين نحن نفرح لفرحكم ونحزن لحزنكم ونرجوكم بأسم الاخوة والعربة ان تجعلوا قلوبكم ملئة بالتسامح وان تتركوا خلافاتكم وتتوصلوا بالقريب العاجل الى توافق يرضي آمال العرب وخصوصاً شعب فلسطين بعيداً عن التناحرات التي لا تخدم الا العدو الصهيوني . إنّ quot;المقترحات التي تم عرضها من قبل حركة حماس على الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، القاضية بالوصول إلى تفاهمات فلسطينية - فلسطينية حول ملاحظات quot;حماسquot; على ورقة المصالحة المصرية، وأن تسير جنبًا إلى جنب مع ورقة المصالحة المصرية، وتتم الموافقة عليها من قِبَل مصر وجامعة الدول العربية هذا مطلب يبشر بخير ولكن يحتاج الى تطبيق..ومن جانب الطرف الاخر حركة فتح قالت ان حماس تعهدت بالتوقيع على الورقة إذا ضمنت لها فتح وأن ملاحظاتها ستؤخذ بعين الاعتبار، موضحاً أن حركته تعهدت بذلك ووافقت على مناقشة الملاحظات وأخذها في الاعتبار إلا أن حماس تراجعت ورفضت التوقيع. هناك بعض الاشكاليات البسيطة للتوصل الى التوافق وهذا ليس عقبة امام جوهر التوافق بين الطرفين يستلزم التحرك السريع من قبل الاطراف المعنية ولا ننسى الجهود المبذولة من قبل مصر الراعية لهذه المصالحة كما ان التصريحات النارية الاخيرة من قبل جميع الاطراف وخصوصاً التصريحات من الناطقين باسم المفاوضين نامل ان لا يكون لها اي تاثير على المصالحة وان يستمر التفاوض للتوصل الى التوقيع النهائي وهذا اصبح مطلب عربي ودولي للمصالحة والخروج من الازمة الراهنة..


كاتب وباحث عراقي