إمّا أن تلحق بالركب أو ستكتشف يوماً من الأيام بأنك كنت قد غردت خارج السرب بعيداً، فالحراك العصري الذي تشهده البلاد في السعودية ويقود دفته عبدالله بن عبدالعزيز لا يمكن له أن يتوقف أو يتأخر أو يتعطّل بل هناك وتيرة عملية سريعة يفهمها كل مواطن ومقيم يؤمن بجدّية مشاريع الإصلاح بجميع حالاته الاقتصادية والسياسية والشرعية والقضائية والثقافية والعلمية... ولكي لا نذهب بعيداً عما يدور في العالم، هناك إصلاح رياضي قد يكون!

أما ما طالعتنا به الصحف اللندنية مؤخراً عن إقامة مصليات مؤقتة أمام بعض المقاهي العامّة التي تعج بمتابعي كأس العالم في السعودية تعد خطوة فريدة من نوعها، إذ أنها تمكّن متابعي مباريات كأس العالم من أداء الصلاة دون إغلاق للمحال أو إنكار للمتأخرين عنها، وهو ما اعتادت عليه آذان المارّه في الطرقات التجارية حينما يُعلن عن الصلاة في البلاد، بل ويتشبّع الجائع قهراً قبل سماع الأذان بعشر دقائق حينما يُرفض طلبه لدى مطعمٍ ما بحجّة الصلاة، ويرتجف مريض السكري إنخفاضاً قبل أن يتناول ما يُعيد توازن الأنسولين في دمه ويسد رمقه بمأكل أو مشرب وأيضاً بحجّة الصلاة! - الشمّاعة التي يعلّق عليها كل شيئ، وهنا من أجل الاسترخاء غالباً-.

تلك الخطوة السمحه للمصليات المؤقتة وعدم إغلاق المحال وقت الصلاة نزولاً عند رغبة متابعي كأس العالم، وبطبيعة الحال أفرحت ملاك المقاهي لأنها الذروة وما أدراك مالذروة. تلك الخطوة كانت قد شكّلت تساؤلاً لدى الغالبية العظمى من المتابعين وهو: هل بات في مقدور أصحاب المحال في السعودية quot;الصلاة قريباً من محالهم في مصليات وبحضور جماعة دون أن يغلقوا المحال؟quot; أو أنه لزاماً عليهم أن يساهموا في تعطيل الحركة التجارية إلى ما مجموعه ساعاتان يومياً رغم مساعي الإصلاح الإقتصادي ودعوات بعض مؤسسات الدولة لإستقطاب الاستثمارات الخارجية فمنهم من يركض مع الركب ومنهم من يغرّد خارج السرب.

السماحة في الدين الإسلامي تقول: quot;البيع وقت صلاة الجمعة لا يستوي مع البيع في أوقات بقية الصلوات، من حيث بطلان البيع وعدمهquot;. إذن، الدليل القرآني جلي واضح للعقلاء، ويبعد عنه بعيداً ملاك العصا السحرية وإبريق المارد في الفتاوى وهم كثر هذه الفترة من الزمان، إلاّ أن المارد لم ولن يأتي لهم يوماً من الأيام بالإصلاح على طبق منذ ذهب فذلك سيحتاج إلى وطن ومواطن وخطط تنموية مستدامة توازي مسيرة الإصلاح.

ومضة قلم من الفتوى: quot;صلاة الجماعة واجبة على الرجال الأحرار في الراجح من قول أهل العلم ما لم يمنع من ذلك مانع كالخوف أو المطر ونحوهما، وبناء على ذلك فلا يجوز الانشغال عنها بالبيع ولا غيره، إلا إذا دعت الضرورة لذلك، والضرورة تقدر بقدرهاquot;...quot;إذا تم البيع وقت صلاة الجماعة، ولم يكن البائع أو المشتري من المعذورين، أو كان إتمام البيع في ذلك الوقت ليس ضروريّاً فالبيع صحيح مع الإثم بسبب التفريط الحاصل في أمر واجب. أما البيع وقت النداء لصلاة الجمعة فهو محرم وباطلquot;.

كـاتب وإعـلامي سعودي

[email protected]