في القرن التاسع عشر استخلص فيتزجيرالد من رباعيات الخيام ما يربو على السبعين رباعية بعد أن تفحّص المئات منها، ثم سلط الضوء على الشاعر عمر الخيام، فتسابق الشعراء العرب على ترجمة الرباعيات إلى اللغة العربية.
فمن مصر ترجمها كلٌ من أحمد رامي، وعبد القادر المازني.
ومن العراق قام بترجمتها جميل صدقي الزهاوي، وأحمد الصافي النجفي، وطالب الحيدري، وعبد الحق فاضل.
ومن البحرين ترجمها الشاعر ابراهيم العريّض.
وهناك الكثير من الترجمات الأخرى التي قام بها شعراء عرب ولم تأخذ نصيبها من الشهرة.
bull;ترى لو أخذنا رباعيةً واحدةً فقط، ورأينا كيف ترجمها عدد من الشعراء، بأساليبهم، وقدراتهم.. فهل سنرى فرقاً عند كلٍ منهم؟!..
bull;إبراهيم العريّض - وهو شاعرٌ وأديبٌ وناقد من البحرين - يترجمها كالتالي:

quot;حنانيك كم في الثرى من ندامى
ترقرق أدمعهـم فـي الخزامـى
وهل نجم النرجـس الغـض إلا
على طرف أحلى العيون ابتسامةquot;.

* * *
bull;أما أحمد رامي - والذي غنّت له أم كلثوم معظم ما ترجمه من الرباعيات - فقد ترجم البيت نفسه على الشكل الآتي:

quot;وكم توالى الليل بعد النهار
وطال بالأنجم هـذا المـدار
فامشي الهوينا إن هذا الثرى
من أعين ساحرة الإحـورارquot;

* * *
bull;وطعمٌ آخر لنفس الرباعية نجده في ترجمة عبد الحق فاضل:

quot;كان من قبلي ومن قبلك ليلٌ ونهار
ونجومٌ زاهراتٌ في السموات تدار
فاعتبر وامشي على الأرض رويداً حين تمشي
إنما موطىء نعليك لعينٌ أو عذارquot;

* * *
bull;وجاءت ترجمة الزهاوي - وهو شاعرٌ عراقيٌ معروف - بهذا الشكل:

quot;كان يبدو قبلي وقبلك صبح
ودجىً والسما تدور لأمرٍ
طئ برفقٍ هذا التراب فقديماً
كان إنسان عين ظبيٍ أغرُّquot;

* * *
bull;وأما الحيدري فقد ترجم الرباعية بالأسلوب التالي:

quot;كان من قبلنا وقبلك.. ليل
ونهارٌ.. والفلك دارٍ لشأن
فطئ التربة مشفقاً
فقديماً كان إنسان عين ظبيٍ أغنّquot;

* * *
* وبكل أسف لم أتمكن من الحصول على ترجمة الشاعر أحمد صافي النجفي الذي ترجم الرباعية عن اللغة الفارسية مباشرة، كما ترجمها عنها أيضاً إبراهيم العريّض.
* لعل ما قرأتموه آنفاً يتيح للقارىء تطبيق نظرية الأدب المقارن، لتبين خصائص كل شاعرٍ من هؤلاء الشعراء، وكيف عبّروا عن هذه الرباعية التي جئنا عليها كمثال.