أمام هول الجرائم الشنيعة لنظام المخابرات السورية الآيل للسقوط في دمشق ، و إنتهاكاته غير المسبوقة ولا المقبولة لكل أساليب التعامل الحضاري و لأبسط مباديء الحقوق الإنسانية التي كفلتها الشرائع السماوية و الوضعية ، يكون لزاما على الضمير العالمي سرعة التحرك العملي و الجاد و الحاسم من أجل معاقبة القتلة و منع إستمرار جرائمهم البشعة التي فاقت كل ماعرفناه من تاريخ للإرهاب الشامل ضد الإنسانية على كل أساليب النازية و البربرية ، فالنظام السوري في حملته الإنتقامية من الشعب السوري يهدف لكسر إرادة الثوار و لتدمير الوطن السوري على رؤوس أبنائه ، ولتحويل حلم الحرية المقدس لكابوس ثقيل ينتصب أمام المطالبين بالحرية ليعيد بشكل إستفزازي و إجرامي تاريخ الجريمة السلطوية و يكرر أساليب الآباء الأرهابيين في ثمانينيات القرن الماضي وحيث تحول الوريث الصغير بشار ليكون أسوأ بكثير و أشد إرهابية و إجراما من الوالد الهالك حافظ أسد مؤسس العائلة المملوكية المسعورة الحاكمة ، ومن متابعة تاريخ صراع الشعوب مع الفاشيات الإجرامية المنقرضة عبر التاريخ تتأكد حقيقة إن تلك النوعية من الأنظمة العصابية و المملوكية لا يمكن أن تنتهي و تتلاشى إلا تحت تأثير ضربات قوية و طاغية لا تمتلكها أبدا قبضات الشعوب العارية و لا يحققها أبدا سلاح الثوار الفردي الضعيف ، لقد إنهارت الفاشية و النازية تحت ضربات آلة حرب الحلفاء و تضحيات الشعوب المقاومة ، و أنهارت فاشية الخمير الحمر في كمبوديا تحت جنازير الدبابات الفيتنامية التي إجتاحت بنوم بنه عام 1978 لتنهي وضعا شاذا و تجهز على عصابة إجرامية شاذة كان يقودها ( بول بوت ) مهمتها الأساسية كانت تتمثل في تطبيق نظرية موت متوحشة حولت حقول كمبوديا لحقول موت شاملة ، و كذلك الحال مع جميع أنظمة العصابات المافيوزية ومن ضمنها النظام البعثي السابق في العراق و نظام القذافي في ليبيا و نظام سلوبودان مياوسوفيتش في صربيا الذي تهاوى تحت معول ضربات الناتو الجوية ، الوضع في سوريا خطير و أخطر كثيرا من الوضع الذي كان سائدا في يوغسلافيا السابقة ، وفاشية النظام البعثي المتحالف مع النظام الإيراني ووحوش العصابات الطائفية في المنطقة قد أظهرت كل أسنانها و نشبت مخالبها في لحم السوريين الحي مما يستدعي تدخل عسكري دولي حاسم لإقتلاع تلك الأنياب الفاشية السامة أولا ، ولمحاسبة القتلة و المجرمين الذين تحولوا لحكام في محاكم دولية ووطنية ثانيا ، ولتوجيه رسالة إنسانية شاملة ومضمونة الوصول عنوانها الرئيس يقول بأن الفاشية قد إنتهت و بأن عصر الشعوب الحرة قد بزغ ثالثا وليس أخيرا ، لقد قدم الشعب السوري أروع ملاحم وصور الجهاد و الصراع في تاريخ الشعوب الحية ، و تحول لنموذج تاريخي عظيم في حقول الفداء و التضحية و النضال و الإصرار على مقارعة الفاشية رغم قلة الإمكانيات و إنعدام الناصر و المعين في ساحة المواجهة العسكرية التي تحملتها بشجاعة أسطورية طلائع الشعب السوري التي قدمت عشرات الآلاف من الضحايا والشهداء في ساحة المواجهة و بكلفة دموية عالية شملت مختلف شرائح الشعب من الأطفال الذين كانوا وقود الثورة وصولا للحرائر السوريات اللواتي صبغن الثورة السورية بطعم ولون تاريخي يكرس أصالة وحيوية وعظمة الشعب السوري المتأصلة عبر التاريخ ، لايوجد شعب في العالم قدم من صور التضحية أكثر من الشعب السوري ، ولا توجد قوائم شهداء أغلى و أعز مكانة من قوائم قوافل شهداء الشام الذين أثبتوا للعالم أجمع بأن للكرامة الإنسانية عنوان أصيل و تاريخي إسمه الشعب السوري ، لقد كانت الجهود الدولية و الإقليمية رغم حماسة بعضها ضعيفة للغاية أمام تحدي الآلة الإرهابية للنظام ، وقد طال أمد المواجهة لأكثر من عام كامل وهي حالة لم تتكرر ، وبسبب تردد الإرادة الدولية الواضح عن الحسم نتيجة للتداخلات المعروفة ، وذهبت جميع نداءات الإستغاثة الشعبية سدى و تفتت كل الجهود نتيجة لعدم وجود إرادة الحل الدولي الشامل ، فالنظام السوري من الناحية الستراتيجية الصرفة قد إنتهى بالكامل بعد أن تآكلت شرعيته الواهية و تحول لنظام منبوذ رغم أنه لايزال مطلق اليد في إستباحة دماء السوريين و التفنن في سلخهم و محاولة إستئصال ثورتهم مستعينا بمماليك الطغيان و الجريمة في إيران و العراق ولبنان ، لقد صدرت مؤخرا بعض التصريحات المثيرة للإهتمام و المتابعة من مرشح الرئاسة الفرنسية ووزير الخارجية الأسبق دومينيك دوفيلبان وكذلك من مرشح الرئاسة الأمريكية الأسبق السناتور جون ماكين تدعو لتوجيه ضربات جراحية لآلة العدوان و الجريمة السورية ، وهي تصريحات تطلق إشارات قوية حول مستقبل النظام السوري الذي لا بد أن توجه له ضربات عسكرية ساحقة في عمق مؤسسته الإستخبارية و العسكرية ليكمل الشعب السوري المهمة و يطيح بالقتلة ، وتلك تماما هي الوصفة الصحيحة لحل المعضلة السورية و أي تصور خارج هذا الإطار ليس سوى عبث لا طائل من ورائه ، وتضييعا للوقت و مساهمة فاعلة في إدامة أمد معاناة السوريين ، نظام الجريمة العصابي لا يستجيب سوى للغة القوة المفرطة ، والعالم العربي عبر تحركاته الدبلوماسية و إرادته العامة قد قال كلمته و تضامن مع الشعب السوري وحدد مكامن الخلاص في ضرورة التخلص من النظام و إرساله بالبريد المضمون لمزبلة التاريخ ، وتبقى على القوى الدولية المسؤولة مسؤولية توجيه الضربة القاضية لنظام متعفن و إرهابي إنتهت صلاحيته منذ عقود ولا زال يطحن في عظام السوريين... لقد أضحت نهاية نظام البعث الإرهابي السوري واضحة وجلية وسيحقق الشعب السوري في النهاية هدف ثورته المقدسة ويخزي وجوه القوم الظالمين.. إنه الوعد الحق وحتمية التاريخ المتدفقة دوما لصالح الشعوب الحرة..


[email protected]