لم يزل نزيف الآلام والموت كمدا ومرضا ينال من الإنسانية المعذبة في مخيم أشرف، واليوم بات أعضاء مجاهدي خلق مخيرون بين موت سريع في مخيم أشرف حال رفضهم الإنتقال إلي مخيم ليبرتي قبل نهاية هذا الشهر، أو موت بطئ في ليبرتي ذاته! ، ويبقي سؤالنا.. لما هذا الإصرار علي الإنتقال إلي مخيم ليبرتي الذي لم تتوفر فيه أدني درجات الرعاية الإنسانية المتفق عليها مع الحكومة العراقية؟

لمصلحة من هذا التجاهل الدولي للقصور المتعمد في حق اللاجئين الأشرفيين؟ لما تساوم كلينتون مجاهدي خلق بين انتقال أعضائها إلي ليبرتي أو الإبقاء عليها في قائمة الإرهابيين؟!

إن المستفيد الأول من هذه المواقف الدولية المخزية وللأسف هو الملالي الباطش في إيران، وكأني أري العالم وقد باتت أذرعه مكبلة، وإرادته خادمة لخامنئي وجلاوذته!

المشهد سودوي لا شك، وما يبقي عليه أسودا هو عدم بت المفوضية السامية للاجئين في طرح السيدة مريم رجوي القائل باستعداد جميع سكان أشرف وليبرتي لمغادرة العراق في شهر مارس آذار بممتلكاتهم المنقولة والإقامة مؤقتًا في المنطقة الحدودية للأردن بإشراف الصليب الأحمر والمفوضية السامية للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين وعلى نفقتهم الخاصة وهي المنطقة التي كان الصليب الأحمر والأمم المتحدة قد أقاما بها إبان الحرب في عام 2003 خيامًا لإيواء عشرات الآلاف من طالبي اللجوء، وذلك في ظل عدم توفر الحدود الدنيا للتطمينات في مخيم ليبرتي.

وأضافت رجوي أن الأشرفيين علي استعداد لتسييج هذه القطعة من الأرض ولن يغادروها حتي انتقالهم إلي بلد ثالث، باستثناء المرضي الذين يصعب علاجهم داخل المنطقة المسيجة، وذلك كضمانة للحكومة الأردنية.ويعد هذا الطرح الذي اقترحته رجوي أحد أهم الإمتحانات الإنسانية للضمير العالمي، وللمسئولين في الولايات المتحدة، ومفوضية اللاجئين، فضلا عن الحكومة العراقية، خاصة وأنه يرضي جميع الأطراف.

فمن ناحية سيتم تنفيذ الأوامر الصادرة بترك مخيم أشرف قبل نهاية مارس آذار القادم، ومن ناحية أخري تضمن للمعارضين الإيرانيين الحدود الدنيا التي تطمئنهم علي حياتهم.


وتعهد الأشرفيون حال موافقة السلطات العراقية والأمم المتحدة بتحملهم كافة نفقات نصب الخيام وتأمين المواد التموينية والخدمات والمواد اللازمة للإنشاء. أما الممتلكات الغير منقولة لسكان أشرف فسيتم بيعها بمراقبة من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وباحتكامهما ليتم من خلالها تسديد نفقات الانتقال ونقل السكان إلى بلدان ثالثة.

فهل من مجيب يا مدعو الإنسانية؟!