يروى أن (القمر) قرر الزواج!.. فلم يجد من يتقدم إلى الإقتران به سوى (الشمس)، التي ما إن فاتحها في الموضوع حتى لقي منها كل ترحاب واستعداد... وكما هي العادة ndash; قبل الزواج ndash; يجري الاستعداد والتجهيز للإحتفال بهذه المناسبة ومن أهمها تحضير أثواب العرس.. فأرسلت الشمس إلى أحسن الخياطين في الكون وطلبت منه أن يبدع أجمل حلة يرتديها القمر ليزداد جمالاً على جماله في ليلة عرسه... وكما هي العادة ndash; أيضاً ndash; لا بد للخياط من أخذ المقاسات.. فذهب إلى القمر الذي كان في (أيامه الأولى).. فأخذ مقاييسه لتتناسب تماماً مع جسمه.. وبعد عشرة أيام من العمل المتواصل في صنع ثوب القمر.. جاء الخياط إليه ليجرب عليه ما تفتقت عنه ذهنيته المبدعة في فن التفصيل.. وإذا به يفاجئ بصعوبة بالغة ndash; لم تكن في الحسبان ndash; إذ أن (قمر الأيام الأولى) ndash; والذي أخذ مقاييسه حينذاك ndash; قد غدا بدراً وفي (أسبوعه الثاني).. إذن.. فالثوب أصبح ndash; بالتأكيد ndash; ضيقاً عليه!!؟
ذهب الخياط إلى الشمس شارحاً لها الكارثة.. فما كان منها إلا أن قالت له : (اذهب إلى القمر ثانية.. وخذ مقاييسه من جديد.. وقم بتفصيل حلة أخرى تتناسب وهيئته الجديدة وإلا أحرقتك)..
عاد الخياط إلى القمر.. وكان في (أسبوعه الثالث).. وقام بأخذ المقاييس الجديدة.. وما أن أنهى صنع الحلة التي تجاوزت سبعة أيام.. حتى عاد مسرعاً بها إلى القمر.. ليجده في (أسبوعه الرابع) ndash; وغدا كالبدر التمام -.. وصدم الخياط من هول الفاجعة.. فعاد مكسور الخاطر ndash; مرة أخرى ndash; إلى الشمس.. التي طالبت منه أن يستمر في أخذ المقاييس الجديدة.. واستمر العمل قروناً وقروناً.. وحتى الآن.. والقمر يبدأ صغيراً وينتهي كبيراً.. والشمس تصر على أخذ المقاييس الجديدة.. والخياط في عمل مستمر بالتغيير والتبديل..!!
مسكين الخياط.. لقد احتار بين عدم ثبات القمر على حجمه.. وبين إصرار الشمس على صنع الحلة المستحيلة!!!.. والخوف من الإحتراق!!؟.. فهل يُصلح (الاخوان) ما أفسد الدهر بالديموقراطية التي سرقوها من أصحابها الحقيقيين، ويعملوا على تفصيل ملابس تناسب كل المقاييس حتى وإن كانت مخالفة لما يدَّعون الايمان به؟!.. وإذا كانوا بالأمس قد اغتالوا النقراشي، وحاولوا اغتيال عبد الناصر، وكذلك حاولوا اغتيال نجيب محفوظ، فمَن المرشح للاغتيال هذه المرة؟!.. ربما الوطن؟!.. كل الوطن؟!..