أكتب هذا الموضوع ضمن متطلبات الامتحانات الوطنية في مادة اللغة السويدية. عنوان موضوعي quot; حين يتوقف الزمنquot; وقد اخترت لكتابتي هذا العنوان لأنه فعلا حصل لي ولعدد من مرات ان اعيش لحظات توقف فيها الزمن ولم اعرف ماذا افعل. ان ما ارويه لكم لم يمر عليه فترة طويلة ولكنه اخذ بألبابي لحد يومنا هذا.
عمي العزيز كان احسن عم يتمناه المرء لنفسه. عاش الحياة على سجيتها وفي بدايات حياته توفق كثيرا في اعماله الحرة ولكنه مع الاسف الشديد لم تكن نهايته بسعيدة. لقد كان دوما بشوشا حين يلتقي المرء به. لم التقي به لمدة طويلة لانه كان يعيش في العراق لكنة حين زارنا في السويد او زرته بنفسي حين كان يعيش في بوخارست كنت اشعر بسعادة غامره انه لمدهش هذا الشعور. كان دوما فرحا وسعيدا يضحك باستمرار ويعيش اللحظة.
حين كنت صغيرا وفي احدى زياراتي المثيرة الى بوخارست بمعية ابويي عام 2006 كنت في حوالى التاسعة من عمري واتذكر تلك الزيارة لحد الان لانها كانت افضل صيف ندي عايشته... حينها كان عمي العزيز ياخذني بصحبته الى كافة المحلات التجارية التي كان يتعامل معها والى أي مكان اخر كنت اطلب منه ان ياخذني البه. كنت سعيدا اقضي الليالي في بيته مع ابناء عمومتي. اختلست نفسي يوما وتوجهت الى بيته ليلا لاني كنت اسكن مع والدتي عند احد اقربائها فقلقت والدتي وخافت علي وطلبت مني ان لا اكرر ذلك خاصة في اوقات الليل وحين يجنح الظلام. كانت سعادتي جمة حين التقي بعمي وطلبت ان ابقى بقربه. فكان لي ذلك حيث كان والدي لا يترك عمي ولو لحظة واحدة وبقى يرافقه طوال تلك السفرة.
كان عمي يعيش في بحبوحة فقد كان جدي موسرا في بغداد. لكنه فقد الكثير وهو يقامر وبمساعدة من والدي وصل الى السويد عام 2008 مع عائلته. لقد تحققت امنيتي والآن كل اعمامي في السويد ماعدا عمي الطبيب الذي يعمل في دبي ويزورنا بين الحين والاخر فقد عاش هو وعائلته معنا هنا في السويد قبل ان يسافر ليعمل في الامارات. لقد سكن عمي معنا لفترة ثم رحل مرة اخرى كان قد كبر في السن ولكنه كان بشوشا كعادته كان يعيش كل لحظات حياته اذا صح القول. لقد مر اكثر من عامين على اخر مرة التقيت بعمي اني مشتاق اليه كثيرا كيف يمر الوقت بسرعة. ككل الصغار احب انا كذلك الالعاب النارية وكان هو كذلك يحب تلك الالعاب وفي احد ايام الاحتفال بعيد راس السنة توجهنا معا الى احدى ساحات المدينة ليلا كي نطلق في السماء تلك الالعاب النارية. شاهدته اخر مرة صيف عام 2010 مع عمي الصغير في مدينتنا يونشوبنك كنا نتجول فرحين في المدينة ونزور متاحفها. الزمن مضي بسرعة حين كنا معا هاتفني قائلا:
_ وصلت بسلامة الى مدينتي، اخبر والدك بذلك.. حياتي..
في احدى المرات التقيت به في مدينة يوتابورك وكان في نهاية العام وهي فترة اعياد التقي فيه كل العائلة لقد كانت اوقات سعيدة ولكن بعد فترة عسكر صفونا اخبار مزعجة. لقد مرض عمي واخذ الى المستشفى في سيارة اسعاف. لقد اجروا له بعض الفحوصات وتبين انه مريض ربما سرطان ولكن والدي قال لي بان انتابه نوبة قلبية اجريت عملية جراحية له فورا لقد كان صعبا على والدي ان يحدثني بذلك. لقد عشنا صيفا حزينا. قال والدي بان عمك مريض جدا. تساءلت ما به يا ابتي...
لقد كان صعبا على والدي الحزين ان يخبرني.
ما به يا والدي كررت اسؤال. انه مريض جدا يا عزيزي ويقول الاطباء لا يوجد دواء لحاله.. ثم قال بانه سوف يسافر الى رومانيا كي يلتقي به..
بكيت طول الليل ولم انم تلك الليلة وانا اتذكر صديقي عمي العزيز، علي.
كنت نائما في ذلك اليوم التعيس حين سمعت اختي الكبيرة وهي تنحب.
قالت لقد توفى عمنا ثم اجهضت في البكاء وبكى معها الجميع وبقى والدي طول اليوم يستمع الى القران ويستقبل المعزين وهاتف البيت يرن باستمرار. كت مذهولا مصعوق لا اصدق ما اسمع
اسال الجميع كيف ولماذا وياتيني الرد
سكته قلبية.. لقد توقف قلب عمي العزيز...........................
كنت لا اعرف ماذا افعل لقد انتابني قلق كبير... هل ابكي.. اني لا صدق كل ذلك...كل لحظة تمر كانت كاسين الذي يقطع اوصالي.. ثم عانقت اختي وبدأنا نبكي معا....
لحد يومنا هذا اتذكر اقواله وهو دوما امام عيني اراه انه حياتي كله هي كل ذكرياتي عمي، علي....................................
هذه حكايتي مع عمي انها حكاية واقعية وكل ما رويته لهو صحيح.
كتبها سيزار آلتونجي ذو الخامسة عشر من عمره المديد.
التاسع من شباط عام 2012
النص مترجم من اللغة السويدية.
استدراك:
انطفات شمعة روح اخي في الثامن والعشرين من شهر ايار من عام 2011فنشر عنه في موقع ابلاف quot;وداعا أبا عمر.. وداعا ياعليquot;
توفيق آالتونجي
التعليقات