مطالب الجيش السوري الحر
مطالب الجيش السوري الحر واضحة ومحددة وهي اسلحة مضادة للدبابات والمروحيات العسكرية وتأسيس مناطق آمنة على الحدود التركية والأردنية. حتى هذه اللحظة لم يتم تلبية أي من هذه الطلبات. رغم الجعجعة التركية والأميركية وغيرهم من اصدقاء سوريا الا أن احتياجات الجيش السوري الحر تم تجاهلها. حتى ان تعليق عضوية سوريا من منظمة التعاون الاسلامي لن يؤثر على النظام ولن يوقف الغارات الجوية والقصف المدفعي ضد المدنيين.
رغم التصريحات الاعلامية الشفهية والمؤتمرات الصحفية والاجتماعات والوعود لم يستلم الجيش السوري الحر السلاح المطلوب. ولو تم تسليم هذا السلاح النوعي لرأينا النتائج على الأرض وهزيمة الجيش النظامي وهذا لم يحدث.

من يمنع وصول الأسلحة النوعية
اذا من يعرقل ويمنع وصول الأسلحة المطلوبة للجيش السوري الحر؟ ومن يقف عقبة امام تزويد هذه الاسلحة المضادة للطيران العسكري والدبابات؟. وجدت الجواب المقنع الشافي في تقرير صحفي ظهر في صحيفة الصندي تايمز بتاريخ 12 اغسطس 2012 من مندوبيها توني ألن-ميلز في واشنطن وجون فولين في اسطنبول.

وحسب التقرير فان الأميركيون يريدون استمرار الثورة ولكنهم يمنعون وصول السلاح اللازم لاسقاط النظام. ولا تدخل رصاصة واحدة للجيش السوري الحر بدون موافقة فريق من عناصر المخابرات الأميركية والاسرائيلية المتواجدة على الحدود بين تركيا وسوريا. تخوفات من وصول الأسلحة لعصابات القاعدة وصعود الاخوان المسلمون في سوريا واحتمالية استعمال هذه السلاح ضد اسرائيل تفسر التررد الأميركي والاسرائيلي بالتحرك بطريقة حاسمة وسريعة. وهناك نشاط محموم يقوم به عملاء السي آي ايه والموساد وايران في المنطقة الحدودية الشمالية. خلال العشر شهور الماضية اوقفت السي اي ايه CIA شحنات اسلحة ثقيلة للجيش السوري الحر التي تشمل مضادات للدبابات والطائرات وبحجة انها قد تستعمل ضد اسرائيل. ولكنهم سمحوا بمرور اسلحة كلاشينكوف ايه كي -47 وآر بي جي. هذه الاسلحة يتم شراؤها في السوق السوداء او تأتي من دول متعاطفة مع الثورة مثل قطر وتركيا.

اسرائيل ستخسر وأميركا تماطل
اذا لا غرابة أن الجيش السوري الحر يشعر باحباط كبير بسبب تدخل السي آي ايه المعرقل ولكن في واشنطن لا ينفك اوباما من مطالبة بشار الأسد بالتنحي وموافقته على تقديم المساعدات الأميركية التي تقتصر على بعض المال وأجهزة اتصال ومعدات طبية ولكن هذه التزويدات المفيدة سوف لا تغير ميزان القوى وسوف لا تسقط النظام. وهناك تفسير ميكافيلي لهذا التقاعس الأميركي من قبل بعض المراقبين وهو ان اوباما يريد تمديد فترة الصراع في سوريا حتى يتم العثور على خلف مناسب لبشار الأسد. ولكن السبب الرئيسي والهام هو ان اسرائيل غير متحمسة لخسارة بشار الأسد الذي ضمن هدوء جبهة الجولان رغم العداء الشفهي واللفظي لاسرائيل من اجل استرضاء الشارع العربي الساذج.
ولكن استراتيجية واشنطن السلبية تعرضت لهجوم من قبل أعضاء نافذين في مجلس الشيوخ من أمثال جيمس ليبرمان وجون ماكين وغراهام ليندسي. يعتقد هؤلاء ان التأخير في مساعدة الجيش السوري الحر لاسقاط النظام سيعطي فرصة للقاعدة والمتطرفين ان يأخذوا موقعا في دمشق ويؤسسوا قواعد لهم في الأراضي السورية. وفي هذا الاطار اقترح وليم بيري وزير دفاع اسبق اثناء فترة بيل كلينتون الرئاسية تأسيس مناطق يحظر فيها الطيران والسيارات العسكرية اي مناطق آمنة في الشمال وحذر ان اي تأخير او تباطؤ سيضعف الدور الأميركي في سوريا الجديدة. وهناك من يفسر تقاعس اوباما هو خوفه من وصول الاسلحة لجماعات معادية لاسرائيل.

عملاء الموساد وايران والسي آي ايه
بينما تسعى وكالة الاستخبارات المركزية الأميريكية المعروفة بالسي ي ايه والموساد الاسرائيلي لتحديد مواقع خزن الاسلحة الكيماوية والبيولوجية، يقوم عملاء ايران بمراقبة الوضع عن كثب في المناطق القريبة من الحدود التركية لرصد التدخل الخارجي. والنتيجة ان المنطقة الحدودية بين شمال سوريا جنوب تركيا باتت وكرا يعج بالجواسيس الأميركان والاسرائيلييين والايرانيين وكل يلعب دورا في منع الاسلحة الثقيلة من الوصول للثوار وبذلك يقدموا حماية لبشار الأسد والعصابة الحاكمة.


اعلامي عربي - لندن