الاوضاع المعقدة و الاستثنائية في سوريا، باتت تترك تأثيرات کبيرة جدا على النظام الايراني بحيث لم يعد بوسع النظام إخفائها او التستر عليها، ويوما بعد آخر يزداد تورط هذا النظام في الشأن السوري بحيث انه قد يصل الى مرحلة اللاعودة.

إعتقال 48 من أفراد الحرس الثوري على يد الجيش السوري الحر، و الذي تقول مصادر من المعارضة الايرانية ان 14 من ذلك العدد هم من قادة الحرس الثوري و ينتمون لquot;قوات الشهداءquot;التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية، من بينهم قائد قوات الشهداء للحرس الثوري في محافظة أذربيجان الغربية(أروميهzwnj;)، رجل الدين کريم حسين خاني قائد قوة التعبئة(البسيج) لطلبة الحوزة العلمية في المحافظة نفسها و المسؤول السابق لمکتب ممثلية الولي الفقيه في قوات الشهداء، الاضافة الى وجود 12 عقيدا للحرس من بين المعتقلين، وأکدت تلك المصادر من أن ترکيبة هؤلاء القادة المعتقلين لدى الجيش السوري الحر، تدل بصورة مؤکدة أن دخولهم الى سوريا کان لغرض قيادة القوات بصورة ميدانية ولم يکن من أجل التدريب او الاستشارات العسکرية کما قد يوحي ذلك في الظاهر و المثير للسخرية أن النظام الايراني سعى للإدعاء بأن هؤلاء المعتقلين هم زوار إيرانيين عاديين متناس من أن الاوضاع الحالية في سوريا لاتسمح أبدا بدخول زوار أجانب لأنها صارت غير آمنة لقوات النظام نفسه فکيف الحال مع الاجانب؟

فضيحة إعتقال ال48 فردا من الحرس الثوري، أماطت اللثام مرة أخرى عن الحد البعيد جدا من تورط النظام الايراني في سوريا، وهي تکشف بوضوح عزم و إصرار النظام الايراني على مواجهة و منازلة الثوار السوريين الى اللحظة الاخيرة و عدم إستسلامه للأمر الواقع، ومشکلة هذا النظام انه يتناسى من الشعب السوري من الشعوب التي ان نهضت من غفوتها و إنتفضت بوجه الظالمين أيا کانوا، فإنه لن يهدأ لهم بال و لا قرار مالم يحسموا الامر لصالحهم مهما بلغت التضحيات و أن التأريخ فيه الکثير من المحطات و المواقف التي تؤکد هذه الحقيقة، لکن النظام الايراني و من خلال تجربته الخبيثة جدا مع إنتفاضة الشعب الايراني عامي 2009 و 2011، والتي استخدم فيها اساليب أقل مايمکن أن يقال عنهاquot;قذرة جداquot;ضد المنتفضين، خصوصا عندما أنزل قوات الحرس و التعبئة بين المنتفضين بملابس مدنية من أجل کسر شوکة التلاحم و وحدة صف المنتفضين، ولاريب من أنه قد حاول إعادة و تکرار نفس هذا السيناريو على الاراضي السورية، لکنه لم يتوفق مطلقا وانما حصد الخيبة و الحسرة من ورائها.

المشکلة ان ال48 المعتقلين يمثلون جانبا ضيقا جدا من صورة تدخل النظام الايراني في الشأن السوري و ليس الصورة بکل أبعادها، ومن المؤکد بأنه ستحدث في المستقبل القريب تطورات أخرى مثيرة و فريدة من نوعها وقد تکون واحدة منها أو بعضها سببا مباشرا لإشتعال الساحة الداخلية في إيران و حدوث ماکان يخشى منه النظام، وفي کل الاحوال، فإن إعتقال 48 من أفراد الحرس الثوري في سوريا من قبل الجيش السوري الحر، يعطي إشارة قوية جدا على أن الاوضاع في سوريا قد دخلت مرحلة الحسم وقطعا ذلك يعني الکثير و الکثير للنظام الايراني الذي سيجر معه الى داخل إيرانquot;بالاضافة الى اسباب الهزيمة و الانکسارquot; عوامل تحرق الارض الايرانية من تحت أقدامه.

[email protected]