ماذا قال ملك الأردن عن بشار الأسد والاخوان المسلمين وموقف قادة اسرائيل؟ تحدث العاهل الأردني بصراحة عن الملف السوري وتعثر عملية السلام وعن الاصلاح في الأردن وموقف الاخوان المسلمون. الهاوية والدويلة العلوية الأسلحة الكيماوية اللاجئون السوريون الاصلاح في الأردن ودور الاخوان المسلمون لا اراقة دماء ولا وفاة واحدة
في لقاء تلفزيوني هام مع الاعلامي الأميركي المخضرم تشارلي روز والتي اذيعت مؤخرا على 3 قنوات أميركية (CBS، PBS، Bloomberg) تحدث العاهل الأردني بصراحة عن الأزمة السورية وتعثر العملية السلمية والاصلاح في الأردن.
كان لهذه المقابلة صدى كبير وواسع حيث نقلت تفاصيل المقابلة أو اجزاء منها عشرات الصحف العالمية والعربية وأثارت جدلا في المواقع الأليكترونية الغربية والعربية والبرامج الاخبارية التلفزيونية ومحطات الاذاعة.
كمراقب اعلامي أرى ان أجوبة العاهل الأردني للاسئلة الصعبة والشائكة هي رسالة تحذيرية للتهديدات الخطيرة التي تواجه المنطقة بأسرها وتحدي كبير للدول العظمى والأسرة الدولية. تتجه المنطقة نحو المجهول في ظل تعقيدات الوضع السوري المتأزم وتعثر عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين والتي تبقى القضية الرئيسية في المنطقة وقالها بصراحة تامة للاعلامي الأميركي تشارلي روز ان الموضوع الايراني والربيع العربي الخ رغم أهميتهما فهي قضايا جانبية ثانوية مقارنة بالقضية الفلسطينية والنزاع العربي الاسرائيلي.
وفيما يتعلق بالملف السوري اوضح العاهل الأردني ان البحث عن حل سياسي يحافظ على وحدة سوريا يبقى من اهم الأولويات واوضح ان الأردن يمارس الضغوطات الديبلوماسية على روسيا للتعاون الايجابي في ايجاد حل للأزمة. وفي سؤال يتعلق بدخول المتطرفين والقاعدة الى الساحة السورية اجاب الملك بالقول ان هذه العناصر تستغل نقاط الأزمات لتجد موقعا لها وأن سوريا باتت ارضا خصبة للقاعدة لتمارس نشاطها والموقف الأردني يتلخص بالعمل الدؤوب لايجاد حل سياسي للخروج من الأزمة. وحذر أن سياسة النظام الحالية ستقود للهاوية اذا لم يتم العمل السريع لانقاذ الموقف. وأضاف أن عنصر الوقت ليس لصالح المجتمع الدولي. وعندما سؤل ماذا يعني بالهاوية أجاب الملك عبدالله الثاني أن الهاوية هي حرب اهلية مدمرة وانقسام سوريا الى دويلات متنازعة. وفي الاجابة على سؤال يتعلق بالدور الايراني اعرب العاهل الأردني عن قلقه من هذا الدور وقال ان سقوط النظام السوري سيكون ضربة قوية لايران لأنها ستفقد حليفها الأكبر والأهم في المنطقة. ويعتقد الملك ان بشار الأسد سيتمسك بالسلطة لأنه لا يزال يعتقد أنه على حق وأن والده حافظ الأسد استعمل نفس الأساليب في الثمانينات لقمع الاحتجاجات وهو يفكر مثل والده. وأكد الملك على ضرورة مد اليد للعلويين واقناعهم ان لهم مستقبل آمن في سوريا الجديدة.
واضاف العاهل الاردني انه يتوقع ان يستمر الاسد في حملته العسكرية 'الى اجل غير مسمى' متمسكا بالسلطة، وقال انه اذا لم يتم التوصل الى حل سياسي للأزمة في سورية في القريب العاجل فإن ذلك سيدفع بالاوضاع الى 'الهاوية'.
وقال انه يخشى من سيناريو يضطر فيه الاسد الى اللجوء الى معقل الطائفة العلوية التي تشكل اقلية في سورية رغم سيطرتها على الحكم. وأكد العاهل الأردني ان الحل السياسي للأزمة والانتقال السلمي للسلطة كأفضل خيار لسوريا والشعب السوري بكافة مكوناته واطيافه.
بشار الأسد لم يتعلم من تجربة مبارك والقذافي
وعبر العاهل الأردني عن دهشته أن بشار الأسد لم يتعظ مما حدث للرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الليبي معمر القذافي وتساءل هل يريد مصيرا قذافيا؟
ويبدو انه لم يتعلم من اخطاء القذافي الذي قصف شعبه بالطائرات العسكرية.
اما عن الاسلحة الكيماوية قال الملك ارجو ان لا يلجأ بشار الأسد لهذا السلاح لأن في ذلك كارثة. كان خطأ القذافي أنه استخدم قواته الجوية ضد شعبه. والآن نحن نشهد استخدام الأسد لطائرات الهليكوبتر والطائرات الحربية ضد شعبه، وقد نجح إلى حد ما في تحقيق أهدافه من استخدامها. أما الأسلحة الكيماوية فهي شيء يخيف الجميع وما يخيف معظمنا هو احتمالية وقوع الأسلحة الكيماوية في الأيدي الخطأ، واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد الأبرياء. وهذا هو السبب في قناعتي أننا بحاجة إلى التحرك بشكل أسرع لأن الآخرين ربما يحددون وتيرة تسارع الأمور في سوريا وهذا يقلقني. إذا كانت هناك خطة أخرى باء أو جيم، يجب أن نكون على بينة من ذلك، وأعتقد أن هذا هو السبب في الحاجة إلى حشد جهودنا للتأكد من أن التحول في سوريا يسير بالطريقة الصحيحة.
اجابة على سؤال يتعلق بالنزوح السوري للأردن قال المالك quot;لغاية الآن عبر الحدود ما يقرب من 145 ألف لاجئ، وهناك طفرة كبيرة في حجم التدفق في الفترة الأخيرة حيث يتراوح معدل اللاجئين اليومي ما بين 300-1000، معظمهم يصلون في الليل. وهناك حوالي 30 ألف سوري يعالجون في مرافقنا الطبية ولدينا 25 ألف طفل تحت سن 5 سنوات أعطوا لقاحات، وهناك 8000 طالب على مقاعد الدراسة في مدارسنا لذلك يوجد ضغط علينا، ويبدو أن أعدادهم سوف تتزايدquot;.
العملية السلمية المشلولة
وفي مقابلته مع تشارلي روز قال الملك ان القضية الاساسية في المنطقة لم تستلم الاهتمام اللازم من الادارة الأميركية المشغولة بأمور داخلية في سنة انتخابية. الربيع العربي والوضع في سوريا وايران هي امور جانبية اذا ما قورنت بالمشكلة الأساس وعلينا الاعتراف ان حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي لا يمكن ان يتقدم بدون مشاركة أميركية ايجابية فاعلة. وهذه رسالة ديبلوماسية في اللهجة ولكنها قوية وصريحة وموجهة للادارة الأميركية وللكونغرس بأن لا يهملوا القضية الاساسية والتي هي مصدر للتوتر المستمر في المنطقة وتستغلها قوى مثل ايران لتحقيق أهداف سياسية وحركات متطرفة للترويج لأيديولوجياتها.
وطرح العاهل الأردني التساؤل التالي لقادة اسرائيل:
وهو quot;ماذا لو لم يكن هناك حل الدولتين، وهل سيضطرون للعودة إلى حل الدولة الواحدة، الأمر الذي سيكون ذو تداعيات كارثية على إسرائيل، وهل ستكون دولة فصل عنصري أم دولة ديمقراطية؟ ولكنهم لا يزالوا يتجاهلون هذا الأمر، ومع مرور السنين، تضمحل خيارات إسرائيل ويزداد الضغط عليها نتيجة لذلك، ولا يزالوا يتجاهلون هذا الواقع.quot;
وماذا عن الربيع العربي
اوضح العاهل الأرني ان الربيع العربي ليس نمطا ينطبق على كل الدول فهو يختلف من دولة لدولة ولكنه نقطة تاريخية هامة حيث ستؤدي الى مرحلة جديدة ولكن سنحكم على هذه الفترة بعد 10 او 15 سنة لنحكم عليها ونقول ان ما حصل كان امرا جيدا. و ولكن كل بلد سوف يمر بمراحل مختلفة من الربيع العربي وحتى الشتاء العربي، وقد شهدنا ذلك في عدد من البلدان.
والخوف ان يتحول الربيع العربي الى شتاء كما نرى في بعض الدول العربية واسباب اندلاع الربيع العربي ليست سياسية بل اقتصادية ولكنه قاد الى مطالب سياسية.
والاصلاح في الأردن يسير على قدم وساق حيث ان هناك قانون جديد للأحزاب السياسية، وقانون انتخابات جديد، وأنشئت نقابة للمعلمين، وهذا هو كل ما كان يطالب به، بل وتعداه. ولقد تدخل الملك نفسه لإدخال تعديلات أكثر. وعن دور الاخوان المسلمون قال الملك عليهم الابتعاد عن الخطابة ومواجهة التحديات بواقعية بعيدة عن الخطابات والشعارات..
ومع كل التشريعات التي أقرت في 18 شهرا، قال الملك quot; أتحداكم أن تسموا أي بلد في العالم أنجز ما أنجزناه خلال 18 شهرا. إن الفرق بين الأردن والبلدان الأخرى يكمن فيما قمنا به من عمل شاق حيث سيكون عندنا انتخابات في نهاية السنة ونعمل جاهدين على تطوير الاحزاب السياسية. وعن مقاطعة الاخوان للانتخابات ورغم ادخال التعديلات التي طالبوا فيها. والكل يعلم في الأردن أنهم خائفون من النتائج. لقد أجرى الإخوان عملية حسابية قبل ستة أشهر وقرروا عدم المشاركة بسبب النتائج المتوقعة ومهما فعلنا، فسيرفضون.quot;
وكمراقب للشأن الأردني اتفق تماما مع وجهة نطر الملك عبدالله الثاني أن الاخوان المسلمون يهمشون أنفسهم من خلال انسلاخهم عن العملية الانتخابية. ما يريدونه هو قانون انتخابي على مقاسهم لكي يضمنوا النتيجة.
وأضاف الملك قائلا quot;المشكلة ليست في نظام الصوت الواحد، بل هي في التمثيل العادل. لكنه كان دائما نظاما ملكيا دستوريا من حيث أن البرلمان يجب أن يوافق على رئيس الوزراءquot;.
وبالنسبة للتغيير قال الملك quot;الملكية نظام مستمر في التطور طوال الوقت، وأدرك أن مهمتي هي تحقيق رغبات الشعب والتطور معهم ومساعدتهم في السير إلى الأمام. فنحن لدينا، كما سبق وأن قلت، 70 بالمئة من الشعب تحت عمر الثلاثين. وأعتقد أن التعليم، كما تعلم، هو العنصر الحاسم للأردن. فنحن نشكل قوة فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات، وصناعة الأدوية والطب. لدينا في الأردن أكثر الناس المتعلمين في المنطقة وهؤلاء يمكنهم دفع الأردن للأمامquot;.
عبر تشارلي روس عن دهشته عندما قال له الملك رغم آلاف المسيرات منذ بداية الربيع العربي لم تسجل لدينا اية حالة وفاة. قال تشارلي: لم يمت احد؟ واستلم الجواب نعم لم يمت احد.
أما عن مستقبل الملكية قال الملك: على الملكيات ان تتطور وتدعم رغبات الشعب وتحقق آمالهم وطموحاتهم.
اعلامي عربي - لندن
- آخر تحديث :
التعليقات